إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



( تابع ) خطاب الملك حسين إلى الشعب حول مشروع إقامة المملكة العربية المتحدة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1972، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 8، ط 1، ص 115 - 119 "

          9 - يتولى السلطة التنفيذية، في كل قطر، حاكم عام من أبنائه، ومجلس وزراء قطري، من أبنائه أيضاً.

          10 - يتولى السلطة التشريعية، في كل قطر، مجلس يعرف باسم " مجلس الشعب "، يتم انتخابه بطريق الاقتراع السري المباشر. وهذا المجلس هو الذي ينتخب الحاكم العام للقطر.

          11 - السلطة القضائية في القطر لمحاكم القطر، ولا سلطان لأحد عليها.

          12 - تتولى السلطة التنفيذية ، في كل قطر، جميع شؤون القطر، باستثناء ما يحدده الدستور للسلطة التنفيذية المركزية.

          ومن الطبيعي أن يصار في تنفيذ هذه الصيغة ومرتكزاتها، إلى الاصول الدستورية المتبعة، حيث تحال الى مجلس الامة ليتولى اتخاذ الاجراءات لوضع الدستور الجديد للبلاد.

          ان المرحلة الجديدة التي نتطلع اليها، ستتكفل إعادة تنظيم " البيت الاردني - الفلسطيني " على الصورة التي تحقق له المزيد من القوة الذاتية، والقدرة على العمل لبلوغ طموحاته وأمانيه. وانطلاقاً من هذه الحقيقة، فان هذه الصيغة تبني لحمة الضفتين بنسيج اقوى واواصر امتن، وتشيد اخوتهما ومسيرتهما من خلال ما تفضي اليه من تعميق مسؤولية الانسان في كل منهما، على اسس اكثر ملاءمة لخدمة امانيها الوطنية والقومية، مع عدم المساس بشيء من الحقوق المكتسبة لأي مواطن من أصل فلسطيني في القطر الاردني، أو من أصل أردني في القطر الفلسطيني. فهذه الصيغة تجمع ولا تفرق، وتقوي ولا تضعف، وتوحد ولا تفكك، ولا مجال فيها لتغيير شيء مما أكسبته وحدة عشرين عاماً لأي انسان. وكل محاولة للتشكيك في شيء من ذلك كله، او الطعن فيه، هي خيانة لوحدة المملكة، وللقضية، وللشعب، وللوطن. فلقد بلا المواطن في بلدنا من التجارب، وحقق من الوعي والمقدرة ما يجعله قادراً علي مواجهة المسؤوليات القادمة بثقة أكبر وعزم أشد. واذا كانت القدرة ديناً على الانسان يؤديه نحو نفسه ونحو الآخرين، والوعي سلاحاً يستخدمه لخير ذاته وخير سواه، فلقد حان الوقت كي يقف ذلك الانسان، وجهاً لوجه امام مسؤولياته، يؤديها بصدق وامانة، ويمارسها ببسالة وشرف. ولهذا، فان هذه الصيغة هي عنوان لصفحة جديدة ناصعة- مشرقة واثقة من تاريخ هذا البلد، لكل مواطن دوره فيها، وعليه واجباته، وهو دور يرتكز على الولاء المكين لبلده الامين ووفائه الصادق لأمته الماجدة. أما القوات المسلحة التي سارت، منذ البداية، تحت راية الثورة العربية الكبرى، والتي ضمت وستضم ابداً في صفوفها خير ما أنجبه وينجبه الشعب في الضفتين من أبنائه، فستظل مهيأة أبداً لاستقبال المزيد من أولئك وهؤلاء، قائمة على أعلى درجات الكفاءة والمقدرة والتنظيم ، مفتوحة لكل حريص على خدمة الوطن والقضية بولاء مطلق لها وللاهداف الخالدة.

          ان هذا البلد العربي هو بلد القضية، مثلما هو من العرب وللعرب أجمعين. وسجله في التضحية، من أجل أمته، ومن أجل القضية، حافل ومعروف، سطرته قواته المسلحة الباسلة وشعبه الحر الوفي بالدم الزكي والعطاء الشريف. وبمقدار ما تتبدل المواقف من هذا البلد الى مواقف اخوة ودعم وتأييد، سيظل يسهل عليه ان يمضي في دروب التضحية بقدرة وأمل، حتى يتحقق له ولأمته استرداد الحق والظفر بالاهداف.

          وهذا البلد العربي هو بلد الجميع، اردنيين وفلسطينيين على حد سواء. وعدما نقول فلسطينيين فنحن نعني كل فلسطيني في مشارق الارض ومغاربها، شريطة أن يكون فلسطيني الولاء، فلسطيني الانتماء. واذا كانت دعوتنا لكل مواطن في هذا البلد، ان ينهض لاداء دوره، والقيام بمسؤولياته، في المرحلة الجديدة، فان دعوتنا لكل أخ فلسطيني خارج الاردن، أن يلبي نداء الواجب، بعيدا عن المظاهر والمزايدات، مبرأ من العلل والانحرافات ، ليمضي مع أهله وإخوته في مسيرة واحدة، أساسها هذه الصيغة، موحد الصف، واضح الهدف، حتى يسهم الجميع في بلوغ هدف التحرير ، وإقامة الصرح المؤمل والبنيان المنشود.

ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز
          صدق الله العظيم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


<4>