إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

       



نص الخطاب الذي وجهه الملك الحسن الثاني إلى الشعب المغربي أثر لقائه شيمون بيريز في ايفران في المغرب
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1986، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1987، ص 655 - 660 "

نص الخطاب الذي وجهه الملك الحسن الثاني، العاهل المغربي، الى
الشعب المغربي أثر لقائه شمعون بيريز، رئيس الوزراء الاسرائيلي، في
ايفران في المغرب.

(العلم، الرباط، 25/7/1986)

        شعبي العزيز:
        كما هو في علمك اجتمعنا أخيراً مدة يومين بالوزير الأول في الحكومة الاسرائيلية في ايفران وبمجرد ما عرف هذا الخبر الا وحملت الينا وكالات الانباء من العالم بأسره الاصداء وردود الفعل.. تلك الأصداء وردود الفعل التي منها ما يحبذ ويبارك ومنها من يندد وينتقد.

        وقبل أن نشرع في أي حديث لا بد شعبي العزيز أن تعلم أنني لا أهتم بمن أنتقد وندد ولا بمن بارك واستحسن انما اهتم قبل كل شيء برضاك أنت وبانتقادك وبراحة ضميري. فإذا كنت مرتاح الضمير وكنت أحس من حولي كما أحسست به دائما ان شعبي قد فهمني وأنه يسايرني في خطتي وأنه يبارك لي تحركي آنذاك تمكنت من ان أقيم التقييم الصحيح ردود الفعل العالمية لأنه كما تعلم ضميري هو ضميرك وراحتي هي ارتياحك.

        اذن. لتتمكن من أن تقو هذا شيء حسن أو هذا شيء غير مستحسن فلنبدأ على بركة الله هذه القصة التاريخية التي ما لها من الأهمية حالاً واستقبالاً.

        لا أريد شعبي العزيز أن أرجع بك الى الماضي البعيد سأترك هذا لآخر خطابي.

        أما خطابي هذا فسينقسم الى قسمين: القسم الأول لماذا وقع اللقاء والقسم الثاني لماذا وقع .. الآن.؟

          وأخيراً بعض النظريات والأفكار التي خالجتني منذ أسابيع وشهور والتي لا زالت تخالجني اليوم.

        هناك حدثان هامان في تاريخ العرب منذ النكسة الكبرى التي ألمت بنا سنة 1967. تلك المأساة التي ذهب من أجلها سيناء والجولان وغزة والضفة الغربية "ويالها من فادحة" القدس الشريف. فمنذ ذلك الحين والعرب يئنون ويبكون وينتحبون الى أن أراد الله سبحانه وتعالى لهم في شهر رمضان وفي سنة 1973 أن أظهروا للعالم باسره ولعدوهم في الميدان أنهم قادرون على الضرب والرد بالمثل والكفاح والاستبسال والشهادة.

<1>