كلمة الرئيس جمال عبد الناصر بمناسبة تفويضه بإصدار قرارات لها قوة القانون

كلمة الرئيس جمال عبد الناصر في أعضاء مجلس الأمة
بمناسبة تبليغه قرار تفويضه بإصدار قرارات لها قوة القانون
في جميع الموضوعات التي تتصل بأمن الدولة
القاهرة: 29 مايو 1967
الأهرام، القاهرة: 30 مايو 1967

أيها الأخوة:

          حينما اتصل بي الأخ أنور السادات بالأمس ليبلغني عن قراركم بالحضور لمقابلتي قلت له إنني مستعد أن أحضر إليكم وطلبت منه أن تبقوا في مجلس الأمة وأن أحضر أنا اليكم، ولكنه قال إنكم مصممين وعلى هذا استجبت، وأشكر لكم هذا الشعور من كل قلبي.

          ولم أفاجأ طبعاً بالقانون الذي قرأه الأخ أنور السادات، لأني أنا قبل أن أحضر أبلغوني بهذا القانون ولكن أنا أشكركم جداً على هذا الشعور وعلى هذا التفويض الذي لم أطلبه منكم لأنني أعتبر أنني وأنتم شئ واحد وأننا نستطيع أن نتعاون ونسير من أجل المصلحة العليا لهذا البلد، ونضرب المثل الكبير في التخلص من أي نوع من أنواع الأنانيات والعمل من أجل المجموع.. والحمد لله مجلس الأمة له أربع سنوات وسار في هذا وضرب المثل الكبير وضربنا المثل الكبير على التعاون والتخلص من الأنانيات ووضع الهدف الأسمى والأكبر وهو مصلحة هذه الأمة أمامنا جميعاً.

          هذا القرار وهذا القانون أعتز به كل الاعتزاز وأعدكم أنني لن أستخدمه إلا إذا كانت ضرورة حتمية أو ملحة، ولكن سأبعث لكم أيضاً كل القوانين. وشكراً لكم مرة أخرى. واللفتة المعنوية الكبيرة التي يبينها هذا القانون لها قيمة كبيرة في نفسي ولها قيمة كبيرة في قلبي وأشكركم من كل قلبي على هذا الشعور وهذه المبادرة.

          وبالنسبة للظروف التي نمر بها اليوم في الحقيقة هي ظروف صعبة، لا لسبب إلا لأننا لا نواجه إسرائيل وحدها ولكن نواجه إسرائيل ومن خلقوا إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل.. نواجه إسرائيل ونواجه الغرب أيضاً. نواجه الغرب الذي خلق إسرائيل واللي احتقرنا إحنا العرب وتجاهلنا من سنة 48 وقبل 48 ولم يجعلوا لنا أي قيمة من القيم لا شعورنا ولا لآمالنا في الحياة ولا لحقوقنا. تجاهلنا الغرب هذا التجاهل ولم تستطع الأمة العربية أن توقف الغرب عند حده، ثم كان أبعد من هذا ما حدث عام 56 معركة السويس، وكلنا

<1>