إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) رسالة الرئيس جمال عبد الناصر، إلى الرئيس ليندون جونسون رئيس الولايات المتحدة الأمريكية

أولهما: هي حقوق شعب فلسطين، وهي في نظرنا أهم حقيقة ينبغي الاعتراف بها. لقد استطاعت القوة المسلحة المعتدية أن تطرد هذا الشعب من وطنه وتحوله إلى لاجئين على حدود هذا الوطن، وتقف قوى السيطرة والعدوان اليوم حائلاً دون حقهم الثابت في العودة إليه والعيش فيه. رغم قرارات الأمم المتحدة التي كان آخرها في العام الماضي.

وثانيتهما: تتصل بموقف إسرائيل إزاء اتفاقيات الهدنة، وهو موقف لا يتمثل في مجرد انتهاك مستمر لأحكام هذه الاتفاقيات، بل وصل إلى حد إنكار وجودها أو الالتزام بها. بل وإلى احتلال المناطق المجردة من السلاح وطرد مراقبي الأمم المتحدة منها، وإهانة المنظمة الدولية والاعتداء على علمها. هاتان هما حقيقتان أساسيتان لابد من تقديرهما للحكم على مجرى أحداث اليوم وتطوراتها.

          ولقد أشرتم في رسالتكم إلى نقطتين:

أولهما: ما أشرتم إليه من أننا ينبغي أن ننحي الماضي جانباً وأن نعمل على إنقاذ الشرق الأوسط، بل والعالم كله بتجنب الأعمال العسكرية، فبالنسبة لهذه النقطة أود أن أشير إلى أن سياسة الجمهورية العربية المتحدة لا تكتفي باتخاذ السلام العالمي هدفاً بل إننا في سبيل هذا الهدف نأخذ دوراً إيجابياً لا أرى الاستطراد في بيانه تجنباً للوقوع في دائرة التمجيد الذاتي. أما بالنسبة للقيام بتجنب الأعمال العسكرية فيكفي هنا أن أكرر ما سبق أن أعلنت من أن كافة ما قمنا به هي إجراءات فرضتها قوى العدوان، ومع ذلك فإن قواتنا لم تبدأ بأي عدوان، ولكننا بلا شك سندافع ضد أي عدوان يقع علينا، أو على أي بلد عربي بكل ما نملك من قدرات وإمكانيات.

وثانيتهما: هو ما أشرتم إليه من أن مشاكل العصر لا يمكن حلها عن طريق اختراق الحدود بين الدول بواسطة الرجال والسلاح، وأنا أتفق معك في هذا الرأي، ومع ذلك فينبغي أن ننظر في كيفية تطبيق هذا المبدأ على كل حالة. فإذا كان قصدكم هو عبور بعض أفراد شعب فلسطين خطوط الهدنة، فإنني أود أن أشير إلى ضرورة بحث هذا الجانب في نطاق النظرة الشاملة لقضية شعب فلسطين، وهنا أيضاً أتساءل عن مدى قدرة أية حكومة في أن تسيطر على مشاعر أكثر من مليون فلسطيني فات ما يقرب من العشرين عاماً دون أن تهتم العائلة الدولية - ومسئوليتها هنا مسئولية لا يمكن الفرار منها - بإعادتهم إلى وطنهم، وتكتفي الجمعية العامة للأمم المتحدة في كل دور من أدوار انعقادها بتأكيد هذا الحق. إن ما يقوم به بعض أفراد الشعب الفلسطيني من عبور خطوط الهدنة إن هو في الواقع إلا مظهر من مظاهر الغضب الذي أصبح - عن حق - يتملك هذا

<3>