إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

نيويورك
جريدة "الأهرام" 27 سبتمبر 1960

سيادة الرئيس
السادة أعضاء وفود الدول من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

         إنه لشرف عظيم أقدره حق قدره أن تتاح لي الفرصة للاشتراك في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. ويضاعف من تقديري لهذا الشرف أن تتاح لي هذه الفرصة في هذه الدورة الخامسة عشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك لعدة أسباب.

         أولها: أن المشاركة العالمية في أعمال الأمم المتحدة قد اتسع نطاقها بشكل بارز وبعيد الأثر في هذه الدورة بالذات. وذلك بانضمام ثلاث عشرة من الدول الأفريقية وكذلك جمهورية قبرص إلى الأمم المتحدة، بعد أن استطاعت شعوبها بكفاحها وصمودها أن تحصل على استقلالها السياسي.

         وثانيها: أننا نشعر أنه في الوقت الذي يتسع فيه نطاق الأمم المتحدة ويمتد فان هناك أخطاراً تهدد الأساس الذي تقوم عليه الأمم المتحدة مما يفرض على جميع الذين يؤمنون بهذه المنظمة وبالمبادئ التي انبثق منها ميثاقها أن يتجمعوا الآن للدفاع عنها باعتبارها أولى الوسائل التي يستطيع بها مجتمعنا الدولي أن يواصل تطوره السلمي إلى مثله العليا.

         وثالثها: أن هذه الدورة الخامسة عشرة للجمعية العامة للأمم المتحدة قد بدأت في وقت اشتدت فيه حدة التوتر الدولي حتى وصلت الحرب الباردة إلى ذروة خطيرة لم تصل إلى مثلها منذ وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، مما حمل معه تهديداً خطيراً للجنس البشري ولكل ما استطاع عبر عصور ممتدة إلى أعماق الماضي أن يبدعه من حضارات، الأمر الذي يجعل العمل من أجل إنقاذ السلام وتوطيد إمكانياته واجباً محتماً وحيوياً على جميع الذين يؤمنون بالإنسانية وبمستقبلها.

         وهكذا ـ يا سيادة الرئيس ـ فانه من دواعي سعادتي أن أضم صوتي إلى أصوات الذين تقدموا بالتهنئة إلى الدول التي انضمت، مع مطلع هذه الدورة، إلى الأمم المتحدة، وأن أمد إليهم يد الترحيب، زملاء في الحرية، رفاقاً في الدفاع عن السلام، شركاء في مسؤولية التطور العالمي.

<1>