إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

سيادة الرئيس

          هذه المبادئ والقواعد التي أشرت إليها تحمل بالفعل موافقة تسع وعشرين دولة من الأمم المتحدة، شاركت في أعمال مؤتمر باندونج.

          وأننا نؤمن أن وراءها تأييداً أوسع وابعد. وأننا نقدمها هنا طريقاً للسلام وطريقاً للحرية وطريقاً للرخاء للبشر كلهم على اختلاف أوطانهم وألوانهم وأديانهم، بلا تفرقة أو تمييز.

          ولعل خير ما فيها أن الذين وضعوها لم يفعلوا ذلك من مراكز القوة العسكرية ولا من أحلام التحكم الاستعماري ولا استنادا إلى الأسلحة الذرية التي تملأ مخازنهم وإنما من تجاربهم وحدها ومن آمالهم لأنفسهم وآمالهم لغيرهم. من هذا كله كان الإلهام.

          ولأن الجمعية العامة هنا أقرت هذه المبادئ والقواعد فجعلت منها الإجماع الشامل لارادة شعوب العالم كلها، فليس يخالجنا شك في أننا لن ننتظر خمس سنوات أخرى كما انتظرنا من باندونج إلى الآن.

          لقد حان الآن الوقت الذي يجب أن تنتقل فيه أماني الشعوب وحقوقها من عالم النظريات إلى عالم الواقع.

          إن الشعوب المناضلة كلها الآن مستعدة للحرية، مستعدة لتحمل مسؤولياتها مستعدة للتعاون على أوسع مدى في سبيل دعم هذه الحرية وتمكينها.

          وأنه مما يضاعف من مسؤولياتنا هنا، أن الظرف الذي نواجهه خطير، والمشاكل التي تحكمه معقدة، والجو المحيط بنا جميعاً هو جو الشك والخوف التربص.

          وإن خطأً واحداً في الحساب من جانب أي من الأطراف قادر في بضع دقائق على الإحاطة بأجمل وأعظم ما حصل عليه جنسنا البشري خلال كفاح رائع طويل.

سيادة الرئيس ـ أيها السادة أشكركم


<17>