إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة

        وإذا كان لنا من كلمة نضيفها إلى هذه الأمنية وهذا الترحيب فانها كلمة الأمل في مزيد من المشاركة العالمية في الأمم المتحدة بحيث تكون أبوابها مفتوحة أمام جميع الشعوب دون تحيز أو تعصب ودون عوائق أو عقبات بحيث يكون المنبر العالمي هو الصدى الحقيقي لأماني هذه الشعوب والميزان الدقيق لإحساسها بمسؤولياتها كأعضاء في المجتمع الدولي.

        هكذا فإني أنتهز هذه الفرصة لأكرر مطالبة الجمهورية العربية المتحدة بضرورة فتح باب الأمم المتحدة أمام الصين الشعبية.

        وإن شعبنا يرى ولا يتصور أن يبقى هذا الباب موصدا أمام ربع سكان الكرة الأرضية.

        وإننا لنعتبر أنه إذا كان توسيع نطاق الأمم المتحدة أمراً هاماً فإن صيانة الأساس الذي تقوم عليه الأمم المتحدة أمر أشد أهمية فإن الأمم المتحدة التي نؤمن بها ليست هذه القاعات الرائعة التي نجلس فيها الآن، وإنما هي مبادئ الميثاق وأحكامه التي جمعت طريقنا إلى هنا.

        وإني لأستأذنك ـ يا سيادة الرئيس ـ في مواجهة هذه المشكلة الحساسة في صراحة، ذلك أنني أؤمـن أن مستقبل الأمم المتحدة ومن ثم مستقبل التطور السلمي يواجه هذه اللحظات امتحانا قاسيا.

        وإن الأمم المتحدة الآن على مفترق الطرق. وعلينا تجاه التاريخ وتجاه المستقبل، مسؤولية أن نتدبر موضع خطانا حتى لا نضل عن الطريق.

        وقبل أن ندخل إلى صميم هذا الموضوع، فإنني أسمح لنفسي، تأكيداً لإيمان شعبنا بمبادئ الأمم المتحدة، أن أعلن هنا أمامكم، أنه ليست هناك مشكلة تتعلق بوطننا، الجمهورية العربية المتحدة، أو تتعلق بأمتنا العربية أو تتعلق بالقارتين اللتين تمتد بينهما حدودنا، أفريقيا وآسيا أو تتعلق بما هو خارج ذلك من القضايا العالمية، إلا ونحن على استعداد كامل لان نقبل فيها ميثاق الأمم المتحدة ومبادئها وقرارات الأمم المتحدة وأحكامها، قضاء عادلاً فيها برضا طيب ونية حسنة.

        من هذا الإيمان بالأمم المتحدة ومن هذا الاستعداد المتناهي المتعاون في إطارها، نشعر بحقنا المطلق في مواجهة الظروف التي أحاطت أخيرا بعمل الأمم المتحدة، بصراحة تنبع من الغيرة عليها والحرص على سلامتها.

        فقد شهدت القارة الأفريقية نهاية صورة من صور الاستعمار منذ أربعة أعوام. وتشهد القارة الأفريقية اليوم بداية صورة جديدة من صور هذا الاستعمار، وكانت السويس نهاية الاستعمار السافر المسلح ومقبرته.

<2>