إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب استقالة الرئيس جمال عبد الناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة

خطاب استقالة الرئيس جمال عبد الناصر
رئيس الجمهورية العربية المتحدة
القاهرة: 9 يونيه 1967
الأهرام، القاهرة: 10 يونيه 1967

أيها الأخوة:

          لقد تعودنا معاً في أوقات النصر وفي أوقات المحنة، في الساعات الحلوة وفي الساعات المرة، أن نجلس معاً، وأن نتحدث بقلوب مفتوحة، وأن نتصارح بالحقائق مؤمنين أنه عن هذا الطريق وحده نستطيع دائماً أن نجد اتجاهنا السليم مهما كانت الظروف عصيبة ومهما كان الضوء خافتاً.

          ولا نستطيع أن نخفي على أنفسها أننا واجهنا نكسة خطيرة خلال الأيام الأخيرة. لكني واثق أننا جميعاً نستطيع، وفي مدة قصيرة، أن نجتاز موقفنا الصعب وإن كنا نحتاج في ذلك إلى كثير من الصبر والحكمة والشجاعة الأدبية، ومقدرة العمل المتفانية.

          لكننا أيها الأخوة نحتاج قبل ذلك إلى نظرة على ما وقع لكي نتتبع التطورات وخط سيرها في وصولها إلى ما وصلت إليه.

          إننا نعرف جميعاً كيف بدأت الأزمة في الشرق الأوسط في النصف الأول من مايو الماضي.

          كانت هناك خطة من العدو لغزو سوريا وكانت تصريحات ساسته وقادته العسكريين كلها تقول بذلك صراحة. وكانت الأدلة متوافرة على وجود التدبير.

          كانت مصادر إخواننا السوريين قاطعة في ذلك. وكانت معلوماتنا الوثيقة تؤكده، بل وقام أصدقاؤنا في الاتحاد السوفيتي بإخطار الوفد البرلماني الذي كان يزور موسكو في مطلع الشهر الماضي بأن هناك قصداً مبيتاً ضد سوريا.

          ولقد وجدنا واجباً عليناً أن لا نقبل ذلك ساكنين، وفضلاً عن أن ذلك واجب الأخوة العربية، فهو أيضاً واجب الأمن الوطني. فإن البادئ بسوريا سوف يثني بمصر.

<1>