إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة استقباله لأعضاء المؤتمر الثاني لاتحاد الصحفيين العرب

خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
بمناسبة استقباله لأعضاء المؤتمر الثاني لاتحاد الصحفيين العرب
القاهرة، 15 فبراير 1968
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 16 فبراير 1968

أيها الأخوة

          لقد تتبعت مناقشاتكم واطلعت على قراراتكم، وفي الحقيقة أن مسئولياتكم القيادية مسئولية مهمة جداً في الوقت الذي نتعرض فيه للحرب النفسية العنيفة التي تهدف إلى بث روح اليأس في أبناء الأمة العربية- معركة نفسية وإعلامية معادية تتجه إلى قلب وعقل كل عربي حتى ييأس وحتى يشعر أن لا أمل في المستقبل- عليكم أنتم المسئولية القيادية وهذه معركتكم حتى نهزم الأساليب النفسية الموجهة إلى أبناء الأمة العربية، وأظن أن كل واحد فيكم يشعر بهذه المعركة النفسية المستمرة- مسئوليتكم القيادية واجتماعكم هذا جاء في وقته حتى يمكن لكل صحفي في كل بلد عربي أن يلتقي بأخيه أو أن يسمع عن طريق من حضروا المؤتمر حصيلة المناقشات والأفكار- عليكم هذه المسئولية القيادية من أجل هزيمة الحرب النفسية- وياحبذا لو تكررت هذه اللقاءات.. وياحبذا لو تكررت اللقاءات على مستويات أخرى من المثقفين- العمال- الفلاحين- المناضلين في كل ميدان من ميادين العمل في الأمة العربية. نجتمع في هذه الأوقات بعد الهزيمة وأنا مابقولش نكسة بأقول هزيمة- والهزيمة حدث لم تنفرد به الأمة العربية أبداً- مافيش حد- مافيش دولة في الدنيا ما انهزمتش- كل دولة كافحت وناضلت هزمت في معركة أو في معارك- فيه دول هزمت وكانت الهزيمة نهائية- وفيه دول هزمت وكانت الهزيمة دافع وحافز إلى زيادة النضال من أجل النصر- الهزيمة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون نهاية المطاف، ولكن الهزيمة حدث ما يتلوه يتوقف على التصميم وعلى الإرادة وعلى العزيمة وعلى الأخلاق وعلى القدرة وعلى إمكانية أخذ الدروس والاستفادة بها.

          إحنا هزمنا بواسطة إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل - يقال إن اثنين مليون إسرائيلي هزموا مائة مليون عربي- الحقيقة الكلام فيه مبالغة - اثنين مليون إسرائيلي مش اثنين مليون إسرائيلي - ولكن إسرائيل تمثل إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل- من 3 سنوات جه ليه وكيل وزارة الخارجية الأمريكية ومعاه رسالة من الرئيس الأمريكي جونسون وطلب مني عدة طلبات- كانت هذه الطلبات إن إحنا نوقف الأبحاث الذرية، ونوقف التوسع في القوات المسلحة، ونوقف الأبحاث العسكرية، وندي أمريكا حق التفتيش في بلدنا حتى تتأكد من أن هذه الطلبات منفذة. وأيضاً نوقف العمل خارج حدودنا. المقصود بهذا العمل من أجل القومية العربية ومن أجل الحرية العربية، وكان الشكل المباشر لهذا الموضوع هو اليمن- ولما رفضت هذا الكلام كان الرد أن

<1>