إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة استقباله لأعضاء المؤتمر الثاني لاتحاد الصحفيين العرب

أمريكا قررت إنها تسلح إسرائيل- وإنها ماكانتش داخلة في سباق التسلح، ولكن أمريكا ستسلح إسرائيل، ولن تسمح للعرب بالتفوق على إسرائيل.

          الكلام ده حصل من 3 سنوات، ثم قيل لي أيضاً بواسطة وزير الخارجية عن الرئيس الأمريكي أننا إذا شهرنا بأمريكا فإن أمريكا ستعطي إسرائيل المزيد من السلاح- إذن حينما نتكلم عن إسرائيل- إسرائيل مش اثنين مليون إسرائيلي. إسرائيل هي إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل. ولما نتكلم على المائة مليون عربي- الحقيقة نحن في قوانا لا نمثل المائة مليون عربي، لم نحشد القوى العربية، فيه مبالغة أما نقول مائة مليون عربي ضد اثنين مليون إسرائيلي. دي عبر لازم نأخذها، والهزيمة التي حاقت بالأمة العربية هي بواسطة إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل، في الحرب المال والنواحي الاقتصادية هي اللي بتمكن من الحصول على السلاح، وإسرائيل حصلت على السلاح مجاناً.

          المهم النهاردة إن إحنا ونحن نبحث في الماضي ونستعرض هذا الماضي، في نفس الوقت بنقول إن الهزيمة معركة، وهزمت بلاد كثيرة، هزمت أمريكا في بيرل هاربور، وقعدت سنوات لغاية مارجعت تاني، هزمت إنجلترا وفرنسا وألمانيا، مافيش دولة ماهزمتش، والنهاردة بنقرأ على أمريكا في فيتنام وكيف تحاصر قواها، وكيف تهزم وحداتها، إذن الهزيمة التي حدثت أو الهزيمة التي تقابل أي بلد من البلاد ليست نهاية المطاف، ولكن يتوقف المستقبل على تصميم وقوة وقدرة الشعوب، يتوقف المستقبل على تفسير الأمور، وإحنا الآن بعد الهزيمة يجب أن نفرق بين حاجتين أساسيتين، مبادئنا ومبادئ النضال، مبادئ قوميتنا ومبادئ عروبتنا، والممارسة والأخطاء والانحرافات، لا عمل بلا أخطاء ولا بشر بدون انحرافات، إذا كان هناك عمل فلابد أن تكون هناك أخطاء وطالما كان هناك بشر في كل بلد وفي كل مكان وفي كل زمان لابد أن تكون هناك انحرافات. فإذا أرادت الحرب النفسية المعادية أن تخلط المبادئ بالانحرافات أو بالأخطاء، فيجب أن نكون على بينة من أمورنا ولا نخلط بين المبادئ، المبادئ هي السليمة، هي المبادئ القويمة، هي المبادئ الصحيحة. أما الانحرافات فهي من طبائع البشر، والأخطاء فهي من لوازم العمل.

          ونحن بعد أن قامت الثورة طُلب إلينا من أمريكا إن إحنا نعمل في داخل حدودنا ومالناش دعوة بالعرب في أي مكان، وأمريكا تساعدنا. ولكنا رفضنا لأننا نؤمن بأن الأمة العربية أمة واحدة، وأن ما يحدث في أي بلد عربي يؤثر على الأمة العربية كلها، وانه إذا سقطت أي دولة عربية تحت النفوذ الاستعماري فلابد أن تسقط باقي الأمة العربية، وعلى هذا اتبعنا السياسة العربية واعتبرنا أنفسنا جزءاً من الأمة العربية، ولم نقبل التهديد ولم نقبل الترغيب ولم نقبل أي شئ في سبيل أن نتخلى عن مبادئنا ونحن نؤمن في هذا فائدة لمصر وفائدة للأمة العربية كلها.

          والآن طبعاً الحرب النفسية تسير في نفس الهدف الذي كان يرفع في سنة 1955 وما بعد 1955- في الحرب النفسية.

<2>