إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في اجتماع دعا إليه الاتحاد العام للعمال

         أما بالنسبة لحلوان، فإنه من الواضح أيضاً أن من عشرة أيام أو أكثر من عشرة أيام بدأت مشكلة هي في حقيقة أمرها نوع من سوء التفاهم، بدأت هنا في حلوان، نشأت عنها سلسلة من ردود الفعل العفوية، برضه جرت بعضها هي الأخرى في منطق من سوء التفاهم، حاولت بعض القوى المعادية لنا، المعادية لثورتنا تضخيم ما حدث من ناحية، حاولت أيضاً بعض العناصر المعادية للشعب ولآمال الشعب ولأماني الشعب استغلاله من ناحية أخرى.

         بدأت سلسلة سوء التفاهم كما نذكر جميعاً وكما يذكر كل فرد فيكم بالأحكام التي صدرت في قضية الطيران، وأنا هنا أمامكم لا أتحدث عن الأحكام، رأيي السياسي في أمر المسئولين عن نكسة الطيران كل واحد فيكم يعرفه، لأني اتكلمت في هذا الموضوع من أول مرة اتكلمت فيها بعد النكسة في 23 يوليه الماضي. واتكلمت أيضاً، في هذا الموضوع في حديثي أمام مجلس الأمة يوم 23 نوفمبر الماضي. ده رأيي السياسي في المسئولية. أما المحاكمة فلابد أن نسلم أنها تخضع لقواعد واعتبارات أخرى لا نناقشها هنا، اللي بيهمنا النهاردة هنا في مسألة الأحكام هو دورها في سوء التفاهم الذي عشنا فيه خلال الأيام الأخيرة، صدرت الأحكام كما نذكر جميعاً وكانت هذه الأحكام صدمة للمشاعر الشعبية، طبعاً المحكمة بتبص في القضية لأدلة وقرائن وشهود نفي وشهود إثبات وتوازن بين كل هذه الأمور حينما تصدر حكمها، أما إحنا بننظر لهذا الموضوع من الناحية الوطنية ومن الناحية السياسية، وعلى هذا كانت الأحكام صدمة للمشاعر الشعبية، ولهذا انفعلت كل الناس وأنا قلت لكم بعد كده إن إحنا كنا منفعلين من يوم العدوان، من يوم 5 يونيه. ولو تفتكروا قلت لكم في خطبتي في مجلس الأمة إن إحنا منفعلين وإن إحنا متضايقين وإن إحنا نشعر دائماً إن العدو يجثم على صدورنا وإن الاستعمار بيتآمر علينا، ولهذا أي حاجة تخلينا ننفعل. وأنا قلت لكم أيضاً إن شبابنا صدره يشعر فيه بضيق، يشعر إنه مشتت، يشعر بالعدوان. حصلت هذه الانفعالات بعد صدور الأحكام يوم ثاني يوم صدور الأحكام، وبدأت هنا في حلوان.

         وعرف الاتحاد الاشتراكي هنا بهذه الانفعالات فانضم إليكم أعضاء الاتحاد الاشتراكي، وكان الأخ عبد اللطيف بلطية موجود مع الناس اللي خرجوا في المظاهرات. وسارت المظاهرات في حلوان باشتراك عناصر الاتحاد الاشتراكي، طبعاً كل واحد كان منفعل ولكن فيه حاجة بدأت تشدد سوء التفاهم، وزارة الداخلية لم تكن على صلة بما حصل، ويعني الاتحاد الاشتراكي مشي مع المظاهرة، ومعنا هذا طبعاً إن هذه المظاهرة مسموح بها، ولكن المعروف طبعاً إن المظاهرات ممنوعة خصوصاً في مثل الظروف التي نعيش فيها ظروف الحرب، ظروف استمرار المعركة لإزالة آثار العدوان. كانت النتيجة مفارقة غريبة الاتحاد الاشتراكي يقود المظاهرة ووزارة الداخلية تتصدى لهذه المظاهرة.

         طبعاً الحقيقة اللي تصدى لهذه المظاهرة كان أيضاً سوء فهم من المأمور اللي موجود عندكم في حلوان، وسوء التفاهم ده يمكن يحصل، كلنا بنعرف إن طول الثورة وإحنا بنقول إن الشرطة في خدمة الشعب، هو العسكري مين؟ والعامل مين؟ ما هو العامل أخو العسكري أو ابن عمه، دول كلهم بيمثلوا قوى الشعب

<2>