إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في اجتماع دعا إليه الاتحاد العام للعمال

العامل، ولقد كانت هناك محاولات لاستجلاء سوء التفاهم الذي وقع في حلوان، ولكن ذلك لم يتحقق بالسرعة والكفاءة الواجبة، وانتهى ذلك اليوم، يوم الخميس 22 فبراير بالتصادم اللي حصل بين المتظاهرين وبين البوليس عند قسم حلوان، وحصلت إصابات محدش مات والحمد لله، والناس اللي راحوا المستشفيات خرج معظمهم من العلاج بصحة ولم يبق منهم الآن تحت العلاج غير خمسة، ده أول سوء تفاهم اللي حصل هنا في حلوان، سوء تفاهم بين العمال وبين قوى الأمن، لو كان حصلت اتصالات كان ممكن أوي نتغلب على سوء التفاهم. طبعاً كان فيه تحقيق بيجري في هذا الموضوع بالنسبة لكل الظروف، وكان من الواجب أن لا تتضخم العملية أو تظهر بصورة أضخم مما كانت فيه، حلوان مش كلها حلوان فيها كام مصنع؟ انتم عارفين، فيها عشرات المصانع، مش كلها هي اللي خرجت في مظاهرات، خرجت مظاهرة من مصنع الطائرات، وانضم إلى هذه المظاهرة قادة الاتحاد الاشتراكي للحفاظ على المظاهرة ولتوجيه هذه المظاهرة، وكان من الواجب أن لا تتضخم الأمور، ووزارة الإرشاد طلبت من الصحف. الصحف طبعاً تخضع الآن في هذه الظروف اللي إحنا فيها، ظروف الحرب إلى الرقابة بالنسبة لموضوعين، موضوع التحركات العسكرية حتى لا يستفيد العدو من أي معلومات ننشرها بحسن نية، وموضوع الأمن القومي لنفس السبب، الحفاظ على الجبهة الداخلية.

طلبت وزارة الإرشاد من الصحف ألا تبالغ في النشر عن المظاهرة اللي حصلت في حلوان حتى لا يسئ إلى الأمن القومي في هذه الظروف، ويمكن ده أيضاً سبب سوء تفاهم تاني، النشر يمكن عن حوادث.. عن حوادث حلوان في هذا اليوم أو المظاهرة اللي قام بها مصنع الطائرات في هذا اليوم مكنش باين للناس إنه كافي، وطبعاً بعض الناس كان ليها مصلحة في المبالغة والتهويل، وعلى هذا الأساس صورت المسألة بأكبر من حقيقتها وكانت هناك مبالغات وصلت إلى حد القول بأنه كان هناك قتلة في حلوان، ناس داروا وقالوا فيه 15 قتيل و17 قتيل، وناس قالوا إن القتلى بالعشرات. وطبعاً إحنا بنتكلم النهاردة من عندكم من مصنع الطيران، وعمال مصنع الطيران وحلوان كلها والعمال كلهم والاتحاد العام لنقابات العمال يعرفوا إن كل ده مكنش شئ صحيح نشأ عن هذا.. هذه الادعاءات سوء تفاهم وبالتالي.. طبعاً أحكام الطيران كان رد فعلها العاطفي موجود في كل مكان موجود في البيوت.. الناس افتكرت النكسة، الناس افتكرت يوم 5 يونيه، الناس افتكرت الظروف اللي إحنا فيها. أحكام الطيران كان ليها رد فعلها العاطفي أيضاً بين شباب الجامعات. أضيف إلى هذا رد الفعل العاطفي المبالغات اللي اتقالت عن حوادث حلوان وساعدها قلة ما نشر عن هذا الموضوع مراعاة للأمن القومي.

يوم السبت 24 فبراير في صباح يوم السبت شهدت الجامعات تحركات شباب يهتم بما يجري في وطنه، وهذا حقه وواجبه. وبدأت مواكب الطلبة تخرج من الجامعات، وأنا كنت أتابع شخصياً ما يجري لحظة بلحظة، وكنت أتابع بحكم المسئولية النضالية، وكنت أتابع بحكم المسئولية الرسمية.. أما بأقول مواكب الطلبة تخرج من الجامعات لا أقصد بأي حال إن كل الطلبة الموجودين عندنا في الجامعات والمعاهد خرجوا، لأن عندنا حوالي 140 أو 150 ألف، ولكن بأقول إن خرج مواكب من الطلبة وأنا سألت عن الأعداد أو الأعداد

<3>