إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس جمال عبدالناصر في موقع إحدى الوحدات العسكرية في الجبهة

القادمة إما أن ننتصر فيها وإما أن تكتب لنا الهزيمة والمذلة إلى الأبد. ونحن مصممون على النصر إن شاء الله.

          والبلد كلها تضع أملها فيكم وتلاحظون أن الشباب ممزق بعد الهزيمة ومتضايق. لأن الثورة كانت دائماً ثورة انتصارات. أما النهاردة لما الواحد منهم يشوف إن سينا محتلة، فإنه لا يتصور أن يرى جزءاً من أرضنا تحتله إسرائيل. لذلك نجد أن الشباب ممزق.

          كذلك فإن الشعب كله بيشعر إن فيه شئ جاثم على صدره وأنفاسه. بينما يشعر أن إسرائيل على الضفة الشرقية للقناة، وأنتم المسئولون أن تزيلوا هذا التمزق وتقضوا على هذا الشعور بالألم عند الشعب اللي بيحس به نتيجة الاحتلال الإسرائيلي لجزء من أراضينا.

          إن الشعب يضع كل ثقته فيكم لتحقيق هذا الهدف، علشان كده لازم تتعبوا أكثر وتبذلوا الكثير.

          والثورة تسير في طريقها من أجل تحقيق الأهداف الكبرى التي تتمثل في الحرية والاشتراكية والوحدة. ومادامت الثورة تمضي في طريقها متمسكة بمبادئها مصممة على النصر ضد أعدائها. فلابد أن نجد عناصر مضادة لهذه الثورة.

          أعداؤنا المتمثلون في الاستعمار وإسرائيل، كانوا يعتقدون أن هزيمتنا العسكرية في المعركة الماضية سوف تنهي كل شئ وتحقق لهم كل ما يريدون.

          ولكن رغم الهزيمة العسكرية في 5 يونيه، فلم ينته كل شئ ولم يتحقق لهم هدفهم، لأن الشعب صمم على أن تبقى إرادته حرة وأن يتمسك بهذه الإرادة.

          وكان أمل أعدائنا بعد المعركة العسكرية أن يحدث الانهيار الاقتصادي. وكانت هناك حرب اقتصادية ومعركة أخرى لتجويعنا موجهة للشعب.

          وده يمكن كان موضوع ما بيخليش الواحد ينام لا ليل ولا نهار طوال أيام يوليه وأغسطس. لأن الانهيار الاقتصادي معناه أن لا نحصل على قمح ورغيف العيش وتحدث مجاعة. ولكن الحمد لله لم يتحقق هدفهم هذا ولن يتحقق.

          وإلى جانب ذلك فإحنا زودنا ميزانية القوات المسلحة، وهذه الميزانية تحتاج إلى زيادة تحتاجها القوات المسلحة من العملة المحلية ومن العملة الصعبة، ونحن نؤمن بسياسة نسير عليها وهي أن نعطي القوات المسلحة الأسبقية الأولى وأولوية احتياجات القوات المسلحة وتدعيمها وتعزيزها في نفس المستوى، مثل الأكل تماماً عند الشعب.

<2>