إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس جمال عبدالناصر في موقع إحدى الوحدات العسكرية في الجبهة

          أما الناحية الثالثة التي يركز عليها العدو ويتمنى أن تحدث، هو أن يضيق الشعب بالانتظار. وهذا في اعتقاده قد يخلخل الجبهة الداخلية، ويعتقد أنه بذلك قد يؤثر على أوضاعنا الثورية وطريقنا لتحقيق أهداف الشعب.

          لكني أريد أن أطمئنكم وأقول لكم إن الجبهة الداخلية قوية جداً.

          قد تتحرك بعض العناصر الشابة زي اللي خرجوا في المظاهرة من طلبة الجامعات. لكن هذا التحرك كان نتيجة الشعور بالتمزق والضيق والانفعال، وفي الوقت نفسه قد تتحرك عناصر الثورة المضادة لاستغلال مثل هذا التعبير عن مشاعر الطلاب. وارى أن تحرك العناصر المضادة للثورة لابد أن يقمع بكل عنف. فإن أهداف هذه العناصر هي نفس الأهداف التي يسعى إليها العدو.

          وقد تَسْلُك عناصر الثورة المضادة مسالك عديدة للتضليل وترفع شعارات الحرية وغيرها للخداع. لكن ما هي الحرية النهاردة؟ إيه هي الحرية؟ طبعاً هي تحرير الأرض العربية من الاحتلال الصهيوني.. أول تفسير للحرية اليوم هو تحرير الأرض المحتلة.. وهذا هو ما نعمل له ليلاً ونهاراً وهذا هو ما تعملون وتبذلون من أجله ليلاً ونهاراً.

          بالنسبة للمحادثات السياسية ومقابلات يارنج، وتنفيذ قرار الأمم المتحدة. أعتقد إنه يهمكم أن تعلموا عن سير محادثات السلام والحل السياسي.

          والحقيقة إننا لم نرفض قرار مجلس الأمن، ولكنا أعلنا أن القرار غير كاف والقرار غامض.

          وكانت الولايات المتحدة التي ساعدت إسرائيل بكل الوسائل تحاول أن تحقق أهداف إسرائيل في الأمم المتحدة حتى لا يظهر القرار وفيه تحديد دقيق بضرورة انسحاب إسرائيل إلى مواقع 5 يونيه. وأخذت الولايات المتحدة تضغط حتى صدر هذا القرار الغامض.

          ورغم هذا لم نرفض القرار، ولكن هناك محاولات أخرى تحاول بها الولايات المتحدة أن تضعنا في وضع الإذلال، في وضع المهزوم والمستسلم حتى نرضخ لشروط إسرائيل ونقبل التفاوض معها ونقبل عقد معاهدة صلح مع إسرائيل.

          فالأمر مابقاش قرار مجلس الأمن وتنفيذه، وإنما الهدف واضح، الهدف الأمريكي هو إذلال العرب. وهذا ما تحاول إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل تحقيقه.

          ومن البديهي أننا لن نستسلم أمام هذه الضغوط والتيارات السياسية. وسنصمد كما صمدنا بعد 8 يونيه. وطوال الأشهر الماضية ونزيد من استعدادنا وقوتنا.

<3>