إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) كلمة الرئيس جمال عبدالناصر في موقع إحدى الوحدات العسكرية في الجبهة

          وحتى الآن لم تعلن إسرائيل صراحة أنها تقبل تنفيذ قرار الأمم المتحدة. وأنا في الحقيقة غير متفائل بالمحادثات السياسية. ده كلام أقوله لكم علينا أن نبني قوتنا. ولا تلهينا المحادثات السياسية. والوضع الطبيعي أن بناء قواتنا بطريقة تقنع أعداءنا أننا قادرون وأننا على استعداد لاستعادة أرضنا بالقوة. هذا في حد ذاته يجعل للمحادثات السياسية قيمة أخرى.

          يجب أن نؤمن أن إرادتنا هي وحدها القادرة على تغيير الموقف، وتحويل الهزيمة إلى انتصار.

          لذلك يجب أن نضحي، وأن نبذل الجهد، ونفتدي حياتنا وحياة بلادنا بالفداء والموت.

          وبدي أقول حاجة مهمة. إن مفيش حد مننا حيموت ناقص عمر، وكل مخلوق له أجل محدد وكلنا مؤمنين بالله وبهذه الحقيقة.

          ومن ناحية أخرى فلابد أن يتعمق هذا الإيمان في قلب الجنود. عاوز كل عسكري يكون مؤمن بالدين وبالمبادئ والقيم. ولازم التوجيه المعنوي يعمق هذه المعاني ويجعل عامل الإيمان بالله أساس توعية الجندي.

          وهذا الإيمان الذي يملأ قلب كل واحد يدفعه أن لا يتردد في وقت الشدة. وقد لمستم ذلك في المعركة وعشتم أيامها وأدركتم قوة المبادئ والإيمان.

          وهناك نقطة لابد أن يؤمن بها الجندي بعد إيمانه بالله، وذلك هو إيمانه بقضية بلاده وتحرير الأرض المحتلة. كل عسكري لازم يكون عنده الوعي الكافي بهذه القضية كذلك.

          وكل عسكري.. لازم يشعر إن الضابط في معاملته له كأنه أخوه أو أبوه.. لازم يشعر العسكري إن الضابط بيخاف عليه وبيخاف على حياته وبيدور على راحته وأحواله وبيدور على شئونه الإدارية. حينئذ ستجدون جنودكم رجالاً شجعاناً يملأ قلوبهم الإيمان والوطنية. لأن هؤلاء الجنود يمثلون الشعب المصري بأصالته وطبيعته، هؤلاء الجنود عليهم أساس المعركة. أود أن أقول لكم إن كل قائد لابد أن يحمل المسئولية ويكون القدوة والمثل السليم للجندي.

          أرجو أن تشعروا بالمسئولية الكبيرة الملقاة عليكم من أكبر واحد إلى أصغر واحد.. إن الشعب المصري والشعب العربي يضع في أيديكم حريته ومصيره ويعتمد عليكم ويثق أنكم قادرون على أن تحققوا له حريته عندما تتحرر الأرض العربية تحريراً كاملاً.

   ربنا يوفقكم ويوفقنا جميعاً إلى النجاح، إلى النصر.

والسلام عليكم وكل سنة وأنتم طيبين،،،


<4>