إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس جمال عبدالناصر في موقع مشترك للقوات المصرية والعراقية والكويتية

          ولكن القوى الذاتية لاثنين ونصف مليون إسرائيلي تسندها قوى كبيرة جدا.. في الولايات المتحدة الأمريكية وفي البلاد الأخرى قوى تساندها بالمال، تساندها بالسلاح، وتساندها بالتأييد المعنوي. ثم تشن علينا إحنا الحرب النفسية والاقتصادية.

          على هذا الأساس علينا أن نفكر تفكير جدي وتفكير جديد في توحيد قوى العرب كلها.

          وفي الحقيقة يمكن هذا التوحيد للقوى العربية لم يكن في أي وقت من الأوقات ضرورة حاسمة وضرورة ملحة كما هو الآن. فنحن الآن في مفترق الطرق، ونحن الآن نحارب معركة فاصلة في تاريخ الأمة العربية كلها. إما أن ننجح في هذه المعركة وننتصر بإذن الله وبهذا نخلص الأمة العربية كلها من ذل يراد لها بواسطة الاستعمار والصهيونية، وإما أن نفشل لا قدر الله وبهذا تسقط الأمة العربية كلها تحت ذل الاستعمار والصهيونية. ومعنى هذا أننا نستسلم لما يفرض علينا.

          لقد دخلنا معارك كثيرة في كل بلد عربي من أجل تحقيق الاستقلال ومن أجل التحرر من الاستعمار ومن أجل التحرر من النفوذ الأجنبي، وحققنا في كل بلد عربي انتصارات كبيرة تضعنا في أول الطريق من أجل خلق المجتمع العربي الذي نتمناه، ومن أجل تأمين القومية العربية والإنسان العربي الذي كنا نحلم به في الماضي.

          إحنا كنا متأخرين في النواحي العلمية، وفي النواحي التكنولوجية، وكان أملنا أن نتقدم في جميع المجالات. وسرنا وقابلنا النجاح تلو النجاح في مختلف الميادين وفي مختلف النواحي بالبذل والجهد والعمل والتضحية وبالإخلاص حتى كان الأمل بيظهر أمامنا مشرق.

          ولكن هل تركنا الاستعمار وهل تركتنا الصهيونية لنحقق أملنا؟ لم يتركنا الاستعمار ولم تتركنا الصهيونية لأنهم تربصوا بنا ولا يريدوا الإنسان العربي المتقدم، ولا يريدوا الوطن العربي. ولا يريدوا القومية العربية الحية التي يشعر بها كل فرد عربي من أنحاء الأمة العربية. وقابلنا هذه النكسة، قابلنا هذه الهزيمة العسكرية. ونحن فعلاً خدعنا سياسياً، ومن ناحية ثانية كان عدونا يحصل على كل ما يريد من الأسلحة ومن الأموال، بحيث يكون له التفوق الجوي والتفوق الأرضي الذي يمكنه من أن يحارب على ثلاث جبهات مختلفة.

          هذه الهزيمة هي نقطة تحول في طريقنا وواجبنا هو النضال وبذل الجهد والحصول على العلم والتدريب الشاق. وقد صمد الشعب العربي بعد الهزيمة، وصمم على أن تبقى إرادته حرة مستقلة، وصمم على أن يهزم أهداف الاستعمار والصهيونية، وصمم على أن يعمل المستحيل من أجل إزالة آثار هذه النكسة وإزالة العدوان والعمل على تحقيق أهداف الشعب العادلة.

<2>