(تابع) كلمة الرئيس جمال عبدالناصر في موقع مشترك للقوات المصرية والعراقية والكويتية

          ومن واجبنا أن نحول هذه الهزيمة إلى نصر حتى نعطي الأمة العربية ما تريد ونعطي للشعب العربي ما يريد، وحتى نحقق أمل آبائنا وأمل أولادنا في كل بلد من البلاد العربية.

          الحقيقة في الماضي كان التلاحم العربي ضرورة، أما الآن فإن التلاحم العربي والعمل العربي الموحد أصبح ضرورة ملحة لأن هذه المعركة لن تؤثر فقط في البلدان المحيطة بإسرائيل، ولكنها ستؤثر أيضاً على جميع أنحاء الأمة العربية.

          إما أن ننتصر فتنتصر الأمة العربية كلها، وإما أن ننكسر فتنكسر الأمة العربية كلها. وأنا أقول أنه ليس أمامنا إلا أن ننتصر بعون الله لأن هذه المعركة ستقرر مصير الأمة العربية كلها وهي معركة عادلة.

          وهذا يضع على كل بلد عربي، كل وطن عربي مسئولية كبرى من عدة نواح من النواحي العسكرية، وأيضاً‌ من النواحي المالية المختلفة.. وكل بلد عربي لابد أن يبذل في النواحي المادية من أجل إيجاد الجيش العربي الذي يمكن أن يساهم في الوقت المناسب في المعركة.

          وجميع البلاد العربية في هذا الوقت بالذات وفي هذه الآونة بالذات يجب أن تخطط للمستقبل.

          وفي الحقيقة أقول لكم ولا أخفي عليكم أنه لا توجد خطة عربية موحدة بالنسبة للبلاد العربية، سواء في النواحي السياسية أو في النواحي العسكرية. ولست أجد مرحلة أخطر من هذه المرحلة التي نمر بها، ولها أثرها في مصير الأمة العربية كلها. وندعو كل القادة العرب كل العرب في كل بلد عربي إلى التصميم في هذه المرحلة على وضع خطة سياسية موحدة تتبعها كل دولة عربية وعلى عمل خطة عسكرية موحدة خطة تعبئة المائة مليون عربي وقواهم حتى نواجه هذا الغزو الإسرائيلي الاستعماري الذي نتعرض له.

          والمسئولية تدعو إلى هذا وتفرضه. وأنا دعيت في نوفمبر إلى مؤتمر قمة عربي ليبادر بأخذ مسئوليات، وأعتقد أننا عملنا قبل العدوان ثلاث مؤتمرات قمة حتى ننسق سياستنا وأعتقد الآن أنه علينا أن نعمل اجتماعات مستمرة لأن الوقت بيمر. أشهر دلوقتي مرت من وقت النكسة، وأمامنا مرحلة لازم حنأخذ فيها قرارات حاسمة من أجل إزالة آثار العدوان. وكيف نحقق هدفنا؟ هدف الأمة العربية كلها؟ هل تعمل كل دولة عربية لوحدها سياسياً وعسكرياً، أم هل تعبأ جهود الأمة العربية كلها سياسياً وعسكرياً.

          يجب تعبئة جهود الأمة العربية كلها سياسياً وعسكرياً ومعنوياً.. لأن المعركة هي معركة الأمة العربية وهي معركة مصير الأمة العربية.

          لم يكن في نيتي أن أتكلم في هذا الموضوع اليوم، ولكني دفعني إلى الكلام فيه إنني شفت إخوانا العرب الكويتيين وإخوانا العراقيين بينكم ومعاكم.. وده خلاني أتكلم في موضوع غير المواضيع اللي كنت حتكلم فيها.. لأن هذا المشهد اللي أمامي شفت فيه أمل كل عربي.. أمل كل وطني.. أمل كل قومي.. إن جيش الأمة

<3>