(تابع) خطاب الرئيس جمال عبد الناصر في الإسكندرية في 26 يوليه 1966

أيها الأخوة المواطنون:

         إننا بهذا نوضح موقفنا ونكشف الرجعية العربية في جميع أنحاء الوطن العربي- الرجعية العربية تتعامل مع الاستعمار والصهيونية، تتعامل مع الاستعمار فكيف تحارب الرجعية العربية ضد الصهيونية؟ لا يمكن للرجعية العربية التي تتعامل مع الاستعمار والتي تدخل ضمن مناطق نفوذ الاستعمار أن تحارب إسرائيل- لابد للرجعية العربية أن تسير في مخططات الاستعمار وهي أن تحارب قوى النضال العربي وقوى الثورة العربية التي تعمل على تخليص الأمة العربية من مناطق النفوذ الاستعمارية- إذن الرجعية العربية تعمل مع الاستعمار- إذن الرجعية العربية لا يمكن أن تحارب إسرائيل- إذن الرجعية العربية تشعر بحماية الاستعمار لها من إسرائيل- إذن لا يمكن لنا أن ننسق جهودنا بالنسبة لفلسطين مع الرجعية العربية لأن الرجعية العربية اللي خانتنا سنة 1948 هي الرجعية العربية اللي موجودة النهاردة سنة 1966. ولا يمكن بأي حال أن تسير معنا بنية طيبة وبإيمان ومن قلبها من أجل تحرير فلسطين. لابد أن تكون مرة أخرى كما كانت في سنة 1948 ولأنها تشعر بالكراهية نحو الثورة العربية ونحو النضال العربي ونحونا أكثر مما تشعر بالكراهية نحو إسرائيل- ولهذا أصبحت مؤتمرات القمة لا تحقق الهدف الذي دعوناها من أجله وهو وحدة العمل العربي من أجل فلسطين لأن الرجعية العربية في مؤتمرات القمة إنما تمثل الخيانة المتعاونة مع الاستعمار ولا يمكن لمؤتمرات عربية أن تنجح إذا كانت الخيانة المتعاونة مع الاستعمار ممثلة فيها- تآمر الرجعية العربية هو تآمر الاستعمار هو تآمر الصهيونية.

         ونحن أيها الأخوة.. نحن بإعلاننا هذا لن نسكت عن الهدف الأساسي وهو العمل من أجل تحرير فلسطين، ولكنا سننسق جهودنا مع كل الثوار العرب- مع كل المناضلين العرب من أجل تحرير فلسطين بالحل الثوري.

         لا بالحل التقليدي.. الحل الثوري الذي يمكننا من أن نطمئن على حاضرنا وعلى مستقبلنا والذي يجنبنا الخيانة.. الخيانة التي قاسينا منها 1948 - إننا بهذا نشعر أننا أشد قوة في وقفتنا ونضالنا من أجل فلسطين وفي وحدتنا ونضالنا من أجل الثورة العربية وفي وقفتنا من أجل النضال العربي- إن الشعوب العربية نحن معها.. نحن على حركة الشعوب.. الشعوب العربية نعتبر المستقبل للشعوب العربية ونحن حينما نتكلم عن الثورة إنما نعني الشعوب العربية في كل بلد عربي، والشعوب- أيها الأخوة- لا تخون. والشعوب- أيها الأخوة- لا تكذب. والشعوب لا تنكث العهد- الشعوب لا تطعن من الخلف- الشعوب لا تتواطأ مع الاستعمار- الشعوب- أيها الأخوة- تحب عن مبدأ وتكره عن مبدأ.. تسالم عن حق وتحارب عن حق، ومع هذا- أيها الأخوة- نحن لن ننكث الفكرة من أساسها- نحن حريصون عليها وعلى مؤسسات بدأت معها- قلنا بالتأجيل يوم تتغير الظروف سوف تكون أسعد الناس وأسرعهم إلى مؤتمرات القمة- أما الآن وفي هذا الوقت فلا فائدة

<11>