إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في مدينة المنصورة في نطاق لقاءاته مع قوى الشعب العاملة

خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في مدينة المنصورة في نطاق لقاءاته مع قوى الشعب العاملة
المنصورة، 18 أبريل 1968
جريدة "الأهرام": 19 أبريل 1968

أيها الأخوة المواطنون..

          حينما فكرت أن أبدأ هذه السلسة من اللقاءات والأحاديث مع قوى الشعب العاملة كان تقديري أن أبدأ من حيث أستطيع أن أتحدث إلى القوى الأولى والقوة الكبرى من قوى الشعب العاملة وهي الفلاحين.. باعتبار وزنهم الضخم في المجتمع أولا .. وباعتبار مصلحتهم في الثورة ثانيا، أي أنهم بمعيار الديمقراطية أغلبية هذا الشعب بغير منازع.. ثم أنهم بمعيار الاشتراكية مصدر طاقة هائلة لدفع احتمالات الثورة وآمالها، وحينما فكرت في المكان الذي التقى فيه وأستطيع أن أتحدث منه إلى الفلاحين فلقد وجدتني أتجه إلى المنصورة، بقعة من أرض مصر لها في التاريخ الوطني البعيد والقريب صفحات خالدة والذي يدعو إلى الاهتمام أن هذه الصفحات من التاريخ البعيد والقريب لها بما نعيش فيه الآن ونكافح لتحقيق أوثق الصلات، فمنذ 700 سنة بالضبط وعلى وجه التحديد دارت هنا معركة فاصلة كانت نقطة التحول في الغارة الاستعمارية الأولى ضد الشرق العربي.

          وهي الغارة التي تسترت وراء الصليبية وحاولت أن تستخدم رسالة السماء التي حملها عيسي عليه السلام إخاء وسلاما بين البشر إلى سيطرة وعدوان وغصب واحتلال.

          منذ 700 سنة دارت هنا المعركة الفاصلة التي حسمت نهاية الحرب الصليبية، دارت هذه المعركة هنا في أواخر الستينيات وأوائل السبعينات من القرن الثاني عشر. معركة المنصورة ذلك الوقت توأم لمعركة حطين التي قادها بطل أمتنا العظيم صلاح الدين التي أنهت احتلال الصليبين للقدس بعد أن أستمر قرابة المائة سنة واستمرت القدس بعد ذلك حرة مضيئة حتى عاد إليها الاستعمار مرة أخري بدخول الجيوش البريطانية إليها بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية في أواخر الحرب العالمية الأولى حين دخل المارشال اللنبي إلى المدينة المقدسة يقول كلمته المشهورة: الآن انتهت الحروب الصليبية. ولم يخرج منها الاستعمار البريطاني سنة 1948، قبل أن يسلم الجزء الأكبر منها إلى الصهيونية العميل الأول للاستعمار في الشرق الأوسط. حتى جئنا لسنة 1967، فإذا الإمبريالية الأمريكية تمكن للصهيونية من الجزء الباقي من القدس وتساعد إسرائيل على تنفيذ مؤامرة خطيرة ليست أول ما تعرضت له الأمة العربية ولن تكون آخر ما تتعرض له ما دامت هذه الأمة العربية مصممة على رفض الخضوع ورفض الاستسلام للاستعمار ومخططاته. وفي هذه المؤامرة فأن

<1>