(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في مدينة المنصورة في نطاق لقاءاته مع القوى الشعب العاملة

مدينتكم العظيمة المنصورة توأم حطين بكل ما تمثله وترمز إليه تقع على مؤخرة خط المواجهة المباشر بين قوى الأمة العربية الباقية والخالدة في أرضها وبين عناصر الاغتصاب والإرهاب الجديد.

         وهي بما تمثله وترمز إليه وبما يشير إليه اسمها من معنى النصر دليل أمل كبير يعطيه تاريخنا الباسل لنضالنا اللاحق، وفي التاريخ الوطني القريب وأن المنصورة كانت ميدانا من أبرز ميادين الصراع الاجتماعي الحديث في مصر فلقد شهدت مدينتكم نماذج لها قيمتها من نماذج المقاومة الشعبية ضد السيطرة الإقطاعية وبالتالي فأن عملية التحول الاشتراكي التي شهدتها هذه المحافظة بعد الثورة كانت مظهرا بارزا لانتصار القيم الاجتماعية الجديدة وهكذا أيها الأخوة اتجهت إلى المنصورة في بداية هذه اللقاءات والأحاديث مع قوى الشعب العاملة للتمهيد للاستفتاء على بيان 30 مارس الذي يؤذن ببداية مرحلة جديدة من نضالنا ترمي إلى تحقيق هدفين الأول: تحرير الأرض المحتلة من أوطاننا والبقاع المقدسة لامتنا بالنصر، الثاني تدعيم تحرير الإنسان العربي بالتمكين لقيم الثورة لكي تسود الحرية السياسية والاجتماعية هكذا فإننا هنا في المنصورة وبالحديث عن بيان 30 مارس نقف تحت نفس الأعلام المجيدة لتاريخنا ونقف فوق بقعة من الأرض تنفست عليها آمالنا وتحققت عليها انتصاراتنا إيمانا بالله وبالحق وبالمبدأ.

أيها الأخوة المواطنون

         لست أريد أمامكم الآن أن أستفيض في شرح بيان 30 مارس، ومضي 3 أسابيع منذ طرح البيان عليكم في هذه الفترة في الثلاثة أسابيع أعتقد أن الكل قرأ البيان والكل أتيحت له الفرصة الكاملة لدراسته وتحليله وفي الحقيقة فلست أعتقد أن البرنامج الذي احتواه بيان 30 مارس يحتاج إلى من يشرحه لجماهير أمتنا ومن يفسره لها لسبب يتقدم كل الأسباب ويَجُبْ كل الأسباب إيه هو السبب. هذا السبب هو أن بيان 30 مارس والبرنامج الذي يحتويه هو من وضع جماهير الشعب ومن صنعها فهو- هذا البيان- صدى مباشر لصوت الجماهير منذ يومي 9 و10 يونيه إلى 30 مارس. يوم 9 يونيه وإحنا بنواجه الهزيمة العسكرية خرجت جماهير الشعب. وكان خروج جماهير الشعب يوم 9 يونيه بالملايين معناه رفض الهزيمة معناه الصمود معناه الوحدة الوطنية معناه أن هذا الشعب اللي له تاريخ طويل في الحضارة واللي تعرض لحملات الغزاة على مر السنين وبقى هو وتحطم كل الغزاة كل الغزاة اللي جم مصر ماقدروش يغيروا من طبيعة الشعب المصري.

         كل الغزاة اللي جم في الأمة العربية مقدروش يقضوا على الأمة العربية، الشعب يوم 9 يونيه والمفروض أن كل واحد فاقد توازنه نتيجة الهزيمة الأليمة، الشعب حافظ على توازنه وخرج، وأنا باقول أن دى كانت بادرة شعبية مكنش الموضوع أبداً جمال عبدالناصر.. أبداً وأنا باستمرار في كلامي إلى الشعب باقول أن الشعب عنده وعي والشعب عنده إحساس والشعب عنده مسئولية ولكن الشعب في يوم 9 يونيه شعر أن هذا استسلام وأن ده معناه أن مفيش صمود... خرج الشعب أنا مبقلش أنه خرج أبداً علشان جمال

<2>