(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في جامعة القاهرة في نطاق لقاءاته مع قوى الشعب العاملة

مين اللي ضد قوى الشعب العاملة مين اللي ملتزم اجتماعياً مين صاحب المصلحة الذاتية مين بيعمل لبلده مين بيعمل لنفسه. وأمامكم دور كبير تقوموا بيه ومسئولية كبيرة تتحملوها وطبعاً لن نحاول أن نصد الشباب عن دوره المشروع وحتى عدم رضا الشباب في رأيي بأعتبر عدم رضا شرعي وقدامنا أن إحنا نختار بالنسبة لشبابنا أي بالنسبة لمستقبلنا هل نترك الشباب يعبر عن قلقه المشروع ويشارك مشاركة إيجابية ويتحول إلى قوة خلاقة؟ أو نصد الشباب وندفعه إلى اليأس يصل إلى السلبية المطلقة أو يستبد بين انحرافات الحضارة الحديثة زي ما إحنا شايفين في شباب بلاد متقدمة، العيب اللي فيهم أن مجتمعاتهم لم تربطهم بأهداف نضالهم مش عاوزين نشوف شبابنا خنافس ولا التقاليع اللي طالعة في البلاد اللي بره دى عايزين نناضل وقدامنا نضال طويل جداً من أجل بلدنا ومن أجل تحرير بلدنا ومن أجل الناس اللي مخدوش الفرصة اللي خدها كل واحد فيكم ظاهرة قلق الشباب ظاهرة عالمية عامة وقوة الشباب الجديدة في العالم والتقاليع الموجودة يجب أن إحنا منخلطش بينها.. التقاليع اللي طالعة بين بعض الشباب في العالم بتعبر عن القلق المحبوس ولكن الشباب قوى في كل أنحاء العالم ويستطيع أن يعبر عن نفسه تعبير إيجابي.. الشباب في الولايات المتحدة الأمريكية في اعتقادي هو الذي أيقظ الوجدان الأمريكي ومعهم المثقفين بالنسبة لموضوع زي موضوع فيتنام الأجيال النامية من الشباب في أمريكا في أوربا في آسيا فرص متاحة لينا علشان يفهموا قضايانا بنقائهم وبثورتهم عندهم القدرة أنهم يفهموا الصراع العربي الإسرائيلي من الزاوية الحقيقية من الزاوية الإنسانية أما الأجيال القديمة بيتعاطفوا البعض قد يتعاطف مع العرب من تأثير النظرة إلى الزاويا الاستراتيجية والمالية في المنطقة لكن الأجيال الجديدة من الشباب في العالم يمثلها هذه الأجيال التي وعت قضية فيتنام قادرة على أن توعي وتفهم قضية شعب فلسطين. ولهذا علينا واجب أنه نعطي قضية فلسطين حيويتها الفكرية إلى جانب الأعداد السياسي والعسكري والحشد وده واجب علي شبابنا الذي يتلقى العلم في الخارج. عندنا شبان بيتلقوا العلم في الخارج وأعداءنا بيحاولوا يلتقوا بهم ويزودوهم ويقودهم. إحنا لازم ننظم ونخلق صلة بين شبابنا اللي هنا واتحاد الجامعات اللي أنتم أتكلمتوا عليه يعمل اتصال بالشباب اللي موجود في الخارج يفهموا بقضايانا ونفهمه بمشاكلنا ونفهمه بنضالنا. وشبابنا في الخارج يستطيع أن يتفاعل مع الحركة العالمية للسلام.

أيها الأخوة

         المثقفون في هذه المرحلة وفي كل مرحلة مطالبون بأن يقودوا حوار جماهير الشعب وأن يعطوها المزيد من الوضوح والخصوبة والعمق. وليس من حق أحد أن يعترض المناقشة الحرة التي يجرى بها حوار قوى الشعب العاملة نحو أهدافه العظيمة. وأريد أن أقول لكم بوضوح أن المجتمع الذي لا يناقش مشكلة لا يستطيع أن يعرض منجزاته وإلا أصبحت المناقشة مجرد إعلانات.

         وأريد أيضاً أن أضيف شيئاً هو أنه ليس هناك من ضمان للحرية إلا استعداد قوى الشعب للتمسك بها ولحمايتها.

<13>