(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في جامعة القاهرة في نطاق لقاءاته مع قوى الشعب العاملة

          وتقدر على الإحاطة بمصلحة المجتمع ككل بالنسبة لكل الطبقات فيه طلائع ليها هذه الطلائع من المثقفين.. المثقف هو كل من يهتم بالأمور العامة وتفسير حركة المجتمع ويملك الاستعداد الفكري والذهني لهذه الدور.

          طبعا فيه تصور بيقول أن موقف المثقف هو موقف العزلة عن الحياة والابتعاد عن المجتمع، ويمكن أنا أتكلمت في هذا الموضوع قبل كده وقلت أن ده مش ممكن يكون مثقف ممكن نقول علية متعلم ممكن نقول أن واحد أتعلم واخذ شهادات كبيرة ووصل إلى أرقي الشهادات ولكن أنعزل عن مجتمعة مبيحسش بإحساس مجتمعه بيفكر بس في نفسه وعلى هذا الأساس بيكون أنعزل ولا يمكن أن إحنا نقول أن ده تعبير يجدي أو يسري بالنسبة للمثقفين ولكن ممكن البعض من المتعلمين يسيروا في هذا الطريق وينعزلوا، أما المثقف لا يمكن ولا يستحق بأي حال من الأحوال الوصف الذي ينطبق عليه كلمة العزلة.

          المثقف ملتزم.. يعني إيه ملتزم.؟

لازم نحدد دور الالتزام ودرجات الالتزام بالنسبة للمثقف.

          الالتزام الوحيد هو الالتزام بالارتقاء بالمجتمع وبالارتقاء بالحياة عن طريق المشاركة في العمل والتوجيه السياسي والفكري ولا يستطيع المثقف الملتزم أن يؤدى هذا الدور بالعزلة وإنما يستطيع أداء هذا الدور بالاقتراب وبالاندماج في المجتمع.

          لابد للمثقف أن يدرس أحوال المجتمع، لابد للمثقف أن يعاني ما يعانيه المجتمع، لابد للمثقف أن يستوعب مشاكل المجتمع وأماني المجتمع، لابد له أن يحلل حركاته واتجاهاته.

          وبهذا يكون المثقف فعلا يؤدى دوره كمثقف ثوري يعمل لمصلحة الجماهير ولمصلحة الشعب ولمصلحة الحياة.

          المثقفين ماهماش طبقة. المثقفين بيجو منين. بيجوا من القرية وبيجوا من كل أنحاء الحياة في هذا الوطن. ولكن بيختلف الوضع. المثقف اللي بيجى من القرية وآخذ فرصة وأتعلم وأثقف وآخذ شهادة وأرتفع دخلة عن دخل أبن عمه اللي موجود في القرية ولا قدرش يأخذ هذه الفرصة للثقافة عليه واجب بالنسبة لمجتمعه. هذا الواجب هو الإحساس بالمجتمع والعمل من أجل المجتمع. وبهذا يكون مثقف ثوري يعمل من أجل المجتمع. وطبعا فيه مثقف بيجى من القرية ويصل إلى أعلي درجات العلم بينسى المجتمع بتاعنا والقرية بتاعتنا والحياة بتاعتنا وشكلها وما يعانيه كل فرد من أبناء هذا الوطن في حياته.

          البلد ماهياش القاهرة بس وإسكندرية. ساعات الواحد بينسى يكون قاعد لكن أما الواحد بيطلع ويمشي في الريف وبيشوف الفلاحين أو بيروح البلد ويشوف قرايبه بيحس أنه خد فرصة وغيره ماخدوش هذه

<2>