(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، في جامعة القاهرة في نطاق لقاءاته مع قوى الشعب العاملة

الفرصة. بيحس أن عليه دين للمجتمع اللي أتوجد فيه. بيحس أنه لابد أن يكون مثقف ثوري من أجل تحقيق أهداف الناس كلها علشان كل واحد يأخذ الفرصة اللي هو آخذها في التعليم وفي الحياة الأحسن.

          وعلى هذا الأساس أنا بأقول أن المثقف ملتزم ويجب أن يكون ملتزم. ملتزم ما بأقولش ملتزم تجاهي ولا تجاه أي شئ بأقول يكون ملتزم تجاه الشعب تجاه آمال الشعب.

          قد يكون التزام المثقف حيال طبقته فالعامل النقابي ملتزم وزي ما بقول المثقفين مهماش طبقة ولكن بيجوا من طبقات مختلفة فيه مثقفين تفكيرهم يميني وفيه مثقفين تفكيرهم يساري وفيه مثقفين سلبيين وبأقول أنا إن المثقف الثوري لازم يكون ملتزم لمجتمعه لبلده لوطنه طبعا العامل النقابي اللي هو أبتدى يعمل ثم تثقف أتعلم بيكون ملتزم لطبقته للعمال حايفضل طول عمره ملتزم للطبقة العمالية طبعا بالنسبة للمثقف اللي أتخدت أرضه تأثر بالقوانين الاشتراكية فيه أدامه سبيلين يا أما يفضل باستمرار متأثر بهذا وإما يحس بإحساس المجتمع ويشعر أن عليه مسئولية تجاه وطنه وتجاه المجموع وبهذا ينقلب إلى مثقف يعمل من أجل المجتمع ومن أجل المجموع ولكن إحنا بنعرف أن اللي بيتاخد منه شئ والاشتراكية هي تذويب الفوارق بين الطبقات يمكن مابينساش الشيء اللي أتاخد منه. إحنا في مرحلة تحول من الاستغلال إلى تذويب الفوارق بين الطبقات إحنا في مرحلة تحول إلى الحرية الاجتماعية والحرية الاجتماعية هي المدخل الوحيد إلى الحرية السياسية إحنا مبقيناش مجتمع اشتراكي ولكن نحن نمر بفترة التحويل من المجتمع الإقطاعي الرأسمالي إلى المجتمع الاشتراكي الذي يذوب فيه الفوارق بين الطبقات. أصعب مرحلة وأصعب مسئولية. المثقفين في هذه المرحلة لا يمثلوا طبقة ولكنهم متفرقين على الطبقات فيه اللي يؤيد وفيه اللي يعارض فيه اللي يسير في الاتجاه الاشتراكي وفيه اللي يمشي في الاتجاه المحافظ. بالطبيعة الشعوب يمكن محافظة التغيير أصعب عملية لما نقول أن إحنا بنغير من مجتمع إقطاعي رأسمالي إلى مجتمع اشتراكي تذوب فيه الفوارق بين الطبقات ولما نقول أن الحرية الاجتماعية هي المدخل الوحيد إلى الحرية السياسية ولما نقول أن إحنا منقدرش نذيب الفوارق بين الطبقات مرة واحدة ومنقدرش أن إحنا نفتح الباب في يوم وليلة للحرية الاجتماعية والديموقراطية السليمة لما نقول أننا في مرحلة التحول لازم كل واحد فينا يقدر ما هي مرحلة التحول.

          كل مثقف ملتزم ثوري يشعر بمشاكل ومصاعب مرحلة التحول.. وقلت أن المثقفين في هذا بيمثلوا كل الطبقات وقلت أن المثقف ممكن يلتزم بالنسبة لمصلحة طبقته كالعامل النقابي وقد يتسع التزام المثقف فيكون التزام أشمل وأعم إلى الحدود الوطنية والقومية وهذا هو العمل السياسي كما يجب أن يكون طبعا قد يتسع التزام المثقف بعد هذا أكثر وأكثر فيكون التزام بقضايا الإنسانية كلها وعندنا مثال على ذلك وهو موقف رجل مثل "برتلاند راسل" لم يكفه تفوقه في الرياضيات، وإنما اتسع اهتمامه لقضايا الحرب والسلام، قصدت أن أقول أن المثقفين قوة تجمع عناصر متعددة ولكنهم ليسوا طبقة تجمعها مصلحة واحدة ومن هنا أهمية الحديث إليهم وسهولة الحديث إليهم وصعوبة الحديث إليهم في نفس الوقت.

<3>