خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في كفر الدوار

خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في كفر الدوار في نطاق لقاءاته مع قوى الشعب العاملة
كفر الدوار، 1 مايو 1968
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 2 مايو 1968

أيها الأخوة المواطنون

          غداً سوف يكون بمشيئة الله وإذنه يوماً له أهميته في تاريخ الشعب المصري وتاريخ أمته العربية ونضالهما معاً من أجل سيادة الإنسان العربي وحريته سياسيًا واجتماعيًا فوق هذه الرقعة العظيمة من أرضنا ما بين الخليج إلى المحيط.

          وغدا من شروق الشمس إلى غروبها سوف يتوجه الملايين من أبناء شعب مصر رجالاً ونساءً، شبابًا وشيوخًا إلى صناديق الاستفتاء ليقولوا كلمتهم في بيان وبرنامج 30 مارس.

أيها الأخوة

          ومع إن البيان والبرنامج هما مجرد تعبير عن وجهات نظر قوى الشعب العاملة ومحصلة أمينة للحوار الذي أدارته منذ يومي 9  و 10 يونيه إلى يوم 30 مارس، فإن الاستفتاء ليس مجرد عملية شكلية، وليس مظهراً رسمياً وإنما الاستفتاء شئ أبعد من ذلك وأعمق. إنما الاستفتاء على البيان والبرنامج معناه إننا نبدأ مرحلة من النضال العربي المعاصر تستند على إرادة شعبية حرة تتحرك بإرادة شعبية مصممة تقصد إلى إرادة شعبية واضحة.

أيها الأخوة

          بالاستفتاء لا يصبح عملنا في المرحلة التي نواجهها الآن رأي فرد أو رأي طبقة أو رأي مجموعة، وإنما يصبح إذا جاءت نتيجة الاستفتاء بنعم إرادة كل الشعب.

أيها الأخوة

          وبالتطبيق بعد الاستفتاء، فإن هدف البيان والبرنامج هو بالدرجة الأولى نقل السلطة بالكامل إلى قوى الشعب العاملة، وتنظيمها القائد لنضالها، وبالتالي تتحقق سيطرة الشعب على العمل الوطني كله، على وسائله وغاياته، أساليبه وأهدافه، بالاستفتاء تتحمل قوى الشعب كل المسئولية، وبالتطبيق بعد الاستفتاء تتولى قوى الشعب كل الحقوق والواجبات.

<1>