إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في كفر الدوار

أيها الأخوة

          من ستاشر سنة ونحن نكافح ونناضل من أجل حريتنا، ومن أجل استقلالنا.

أيها الأخوة

          من أكثر من ستاشر سنة من سنين طويلة الشعب المصري بيكافح ويناضل حتى قامت الثورة يوم 23 يوليه سنة 52، وقضت على تحالف الإقطاع ورأس المال. واليوم بعد ستاشر سنة وبعد محاولات كبيرة لتصفية الإقطاع وتصفية سيطرة رأس المال وإذابة الفوارق بين الطبقات وبعد مجهودات كبيرة من أجل العمل ومن أجل البناء وبعد كفاح مرير من أجل التخلص من الاحتلال والاستعمار وإقامة الدولة الحديثة، وطوال هذه السنوات ناضلنا وكافحنا من أجل حريتنا ومن أجل استقلالنا ومن أجل بنائنا السياسي ومن أجل بنائنا الاقتصادي ومن أجل بنائنا الاجتماعي، كافحنا طوال هذه السنوات حتى يوجد عمل لكل فرد، حتى نذيب الفوارق بين الطبقات، حتى نخلق المجتمع الذي ترفرف عليه الرفاهية.

          النهاردة بعد ستاشر سنة من ثورة 23 يوليه سنة 52 نبدأ ببرنامج 30 مارس خطوة جديدة ومرحلة جديدة في سبيل تطوير العمل السياسي، تطوير العمل الوطني، تطوير العمل الاجتماعي. وغداً - أيها الأخوة المواطنون- بالاستفتاء تتحمل قوى الشعب كل المسئولية، وبالتطبيق بعد الاستفتاء تتولى قوى الشعب كل الحقوق والواجبات، وتلك ليست هي المواجهة الصحيحة للأزمة التي نعيش فيها الآن، والتي تتمثل في النكسة وآثارها فحسب، ولكنها المواجهة الصحيحة لما بعد هذه المرحلة، أي أنها الطريق السليم لتحقيق النصر بإذن الله ولتحقيق الأمل الكبير بعده.

أيها الأخوة المواطنون

          لم يكن قصداً قصدناه أن يتصادف يوم الاستفتاء على بيان وبرنامج 30 مارس مع اليوم الذي قررت فيه إسرائيل أن تقيم استعراضها العسكري في القدس، وأن تتحدى فيه قرار مجلس الأمن والأمم المتحدة والضمير العالمي كله، بل ودول العالم التي أعطت قرار مجلس الأمن موافقتها الإجماعية. لم يكن قصداً منا وإنما كانت مصادفة. لكن- أيها الأخوة- هذه المصادفة تحمل إلينا معنى كبيراً في اليوم الذي تسير فيه إسرائيل 300 دبابة في شوارع القدس العربية وتدفع 300 طيارة في سمائها، في هذا اليوم يتوجه أكثر من ستة ملايين مصري إلى صناديق الاستفتاء ليقرروا إرادتهم واضحة وحاسمة، في نفس اليوم ومصادفة من غير تدبير. إن صوت إرادة ستة ملايين مصري يمثلون قوى الشعب العاملة في مصر وتحالفها سوف تثبت مهما كان الجهد ومهما كانت المشقة ومهما طال المدى أنها أقوى من هدير 300 دبابة في شوارع القدس العربية وأزيز 300 طائرة تمزق سماء هذه المدينة الخالدة، مهما كانت مطامع الجماعات العسكرية الحاكمة في إسرائيل ومهما بلغ الضلال بالعنصرية الصهيونية المتحالفة مع الاستعمار العالمي.

<2>