إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الأول للاتحاد الاشتراكي العربي

إحنا عايزين تدريب، عايزين نتعلم من الناس نواحي كثيرة في شئون الحرب، وعلى هذا طلبنا الخبراء العسكريين ووصلوا لنا الخبراء العسكريين.

          وهم بيساعدونا، والحقيقة نستفيد منهم واستفدنا منهم في جميع المجالات. لكن ممكن أيضاً تتكرر القصة اللي اتقالت لما أخذنا الأسلحة سنة 55، لما عملنا السد العالي سنة 60، تتكرر نفس العملية النهاردة في الحرب النفسية.

          نشعر أيها الأخوة أن الأمة العربية كلها يجب أن تشعر بالعرفان للاتحاد السوفيتي. بغير الاتحاد السوفيتي كما قلت لكم كنا نجد أنفسنا الآن بدون أي سلاح أمام العسكرية الإسرائيلية التي أعماها النصر الذي حصلت عليه في يونيه الماضي، أما استقلال مصر، وده بأقوله لكل الناس ليس للبيع، ليس للشراء، ليس للرهن. ده موضوع مستمر، وده اللي حطنا في المواقف الصعبة اللي إحنا فيها. لو كنا قبلنا بالتبعية لحلف بغداد مثلاً لما طلبوا مننا إن إحنا ندخل حلف بغداد وهددونا لو كنا قبلنا بالتبعية كنا قبلناها من سنين طويلة، من زمن طويل ومكنش بنا حاجة أن نخوض كل هذه المعارك التي خضناها. نحن لم نقبل التبعية ولن نقبل التبعية، بل كافحنا وناضلنا من أجل الحرية ومن أجل الاستقلال ومن أجل خلق الوطن الحر والمواطن الحر. الحرب النفسية أيضاً في الأخبار المسمومة، وقالوا مثلاً في بعض البرقيات أخيراً إن كان فيه مظاهرات في الإسكندرية وقالوا ده الكلام منقول عن المسافرين. إحنا بلدنا مفتوح إحنا مش بلد مقفول، الناس بتقدر تدخل وتخرج آلاف في كل ساعة بيدخلوا بلدنا وبيخرجوا من بلدنا. ولكن هذا الكلام يمثل نوع من الحرب النفسية والأخبار الكاذبة اللي بيحاولوا انهم يؤثروا علينا بها ويثبتوا إن الجبهة الداخلية جبهة غير قوية غير صامدة، أو في نفس الوقت يؤثروا على الجبهة الداخلية لتكون جبهة مهتزة غير صامدة، حتى تستطيع الإمبريالية، تستطيع إسرائيل ومن هم وراء إسرائيل انهم يحققوا هدفهم، هم استطاعوا انهم يحصلوا على نصر عسكري، ولكن لم تسقط هذه البلد، ولم تقبل الهزيمة، بل صممت على الصمود، ضغطوا علينا اقتصادياً ولكننا رغم هذا الضغط لم نستسلم وسرنا وفرضنا قيود وقبلنا هذه القيود ولم يستطيعوا انهم يسقطونا اقتصادياً. إذن يبقى فاضل شيء واحد وهو ضرب الجبهة الداخلية، ضرب تحالف قوى الشعب العامل بعضه ببعض، وبهذا إذا انهارت الجبهة الداخلية تستطيع القوى الاستعمارية المعادية، وتستطيع إسرائيل أن تحقق أهدافها التي لم تتحقق حتى الآن.

          النقطة العاشرة في النقاط اللي قلتها والأخيرة هي حتمية النصر واشتراطات تحقيق النصر.

          لا بديل لهذه الأمة غير النصر بإذن الله، وهي تقدر عليه إذا عبأت قواها وأحسنت الاستفادة من طاقاتها وظروفها، وإذا استطعنا أن نؤمن ونبني جبهتنا الداخلية على أساس المعركة، الجبهة الداخلية هي السند الذي ترتكز عليه جبهة ميدان القتال، كل محاولات العدو ضد الجبهة الداخلية ومحاولة التأثير فيها يجب

<17>