(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الأول للاتحاد الاشتراكي العربي

          وهذا الجيل هو الذي أسقط تحالف الإقطاع ورأس المال، وهو التحالف الذي كان يمثله القصر الذي كان يستمد قوته من حراب جنود الاحتلال، وانتصر.

          وهذا الجيل واجه عملية وضع العالم العربي كله في إطار سياسة مناطق نفوذ وكسر هذا الإطار وانتصر.

          وهذا الجيل هو الذي خاض معركة العدوان الثلاثي في السويس وصبر وناضل وانتصر.

          وهذا الجيل هو الذي تمكن من استرداد جميع المصالح الاقتصادية المصرية التي كانت منهوبة للاحتكارات والعناصر الأجنبية وانتصر.

          وهذا الجيل هو الذي تحمل بأعباء أكبر عملية للتنمية في بلدان آسيا وأفريقيا واستطاع خلالها أن يبني قرابة الألف مصنع وأن يبني أعظم سد في العالم وهو سد أسوان العالي، وأن يفجر طاقة الكهرباء، وأن يفجر طاقة كهرباء تنقله من ناحية الطاقة إلى قرب المستوى الأوروبي واستطاع أن ينتزع من براثن الصحراء قرابة المليون فدان عمرها بالخضرة وانتصر.

          وهذا الجيل هو الذي بدأ عملية التحول الاشتراكي في مصر فنقل الثورة الوطنية إلى سيطرة قوى الشعب العاملة أو ملكيتها الاجتماعية وأزاح طبقة النص % التي كانت تحتكر لنفسها الـ50% من الدخل القومي وانتصر.

          بل إن هذا الجيل استطاع بتفاعله مع الجيل المعاصر في أمته العربية أن يشارك في تحقيق انتصارات كبيرة. كما إنه بتضافر جهوده مع جهود كل الشعوب المناضلة ساعد على إحداث تغيير كبير في موازين القوى العالمية حققته حركة الثورة الوطنية التي تعتبر من أكبر القوى المؤثرة في زماننا.

          إن طريق هذه الانتصارات لم يكن سهلاً، وعمل هذا الجيل عليها لم يكن مبرأً من الشوائب والأخطاء، لكن الشوائب والأخطاء جزء من الطبيعة الإنسانية، والمهم في كل زمان ومكان أن تملك الأجيال المتعاقبة مقدرة التقويم والتصحيح. لكن هذا الجيل حقق من الانتصارات ما لا ينبغي ولا يصح أن تؤثر فيها هزيمة يضاعف من مرارتها إننا ما زلنا نعيش ظروفها الكئيبة ولم نصل بعد إلى تصفية آثارها. على أن طريق النصر في هذه المعركة التي نواجهها الآن كطريق النصر في معارك سابقة وصلنا فيها، وحقنا مرتبط بكل ما هو حقيقي وأصيل وأمين وصادق، وعليكم أنتم- أيها الأخوة- في هذا السبيل الشيء الكثير. ولقد حاولنا منذ النكسة أن نقوم وأن نصحح، وحاولنا منذ النكسة أن نمكن لكل ما هو جد وحقيقي وأصيل وأمين وصادق، ولقد وصلنا في هذا إلى حد البتر وإلى حد القطع، لكن هناك الكثير مما لا يزال ضروريا، لكنه أكبر من طاقة

<3>