إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) كلمة الرئيس عبدالناصر في افتتاح المؤتمر الدولي الثاني لنصرة الشعوب العربية

          ما هي العلاقة بين الحركة الصهيونية وبين القوى العالمية المسيطرة والراغبة في السيطرة ابتداء من ألمانيا القيصرية وبريطانيا الاستعمارية والولايات المتحدة الأمريكية بالنزعات الإمبريالية التي طبعت سياستها والتي تمثل حرب فيتنام نموذجاً دامياً من نماذجها؟

          هل عرف في التاريخ العربي في يوم من أيام عداء للسامية أو اضطهاد لليهود، أو أن اليهود لم يعرفوا التسامح معهم في تاريخهم كله أكثر مما عرفوه على الأرض العربية، بل هل كان العرب من أكثر الشعوب تعاطفاً مع اليهود فيما عانوه من اضطهاد العنصرية النازية وأساليبها؟. ويصير السؤال المتصل بذلك مباشرة هو:

          هل يتحتم على العرب أن يتحملوا هم تبعية الاضطهاد النازي لليهود فيدفعون وطناً من أوطانهم ثمناً لذلك؟ ثم أن تستعير العنصرية الصهيونية من العنصرية النازية كل منطقها وكل أساليبها؟ وهل لا يكون في مقدور الإنسان إلا أن يتعلم من جلاديه فيصبح صورة أسوأ لهم وتكراراً مشيناً لهم فكراً وعملاً؟

          هل كان العرب هم البادئين بالعدوان مرة في تاريخهم؟ هل بدأوا بالعدوان سنة 1948؟ هل بدأوا بالعدوان سنة 1956 وتواطأوا فيه مع دول كبرى؟ وهل بدأوا به سنة 1967؟ هل حدث في أي مشكلة دولية وصلت إلى حد القتال المسلح أن أصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار دون أن تنص فيه على عودة القوات المتحاربة إلى المواقع التي كانت فيها قبله؟ وإذا كان ذلك فلماذا حدث بالنسبة لنا؟

          هل حدث في العالم من قبل أن وقف المعتدي يمثل دور المعتدى عليه وداعية الإرهاب العسكري يمثل دور طالب الأمن المهدد في وجوده؟

          هل حدث من قبل أن استهترت دولة بقرارات الأمم المتحدة ولمجلس الأمن التابع لها ولمبادئ القانون الدولي بمثل ما فعلت إسرائيل؟

          وهل كان ذلك يقبل من جانب أي طرف من الأطراف في عالمنا المعاصر؟ وإن كان ذلك فلماذا يقبل من إسرائيل؟

          هل حدث من قبل أن أصبح الذين ينادون بتحرير أوطانهم من احتلال أجنبي وقع عليها في صورة من يرفض السلام ويهدد النظام الدولي المستقر؟

          وإننا نقول بالتزامنا بتحرير أرضنا وتعتبر إسرائيل ذلك بمثابة إعلان للحرب. ونقول بالتزامنا باستعادة حقوقنا وتعتبر إسرائيل ذلك عدواناً من جانبنا لا يحتمل.

<2>