( تابع ) كلمة الرئيس عبدالناصر في افتتاح المؤتمر الدولي الثاني لنصرة الشعوب العربية

أيها الأصدقاء

          هذه الأسئلة وأسئلة أخرى كثيرة غيرها نتمنى أن تطرحوها للبحث وأن تجيبوا عليها وأن تسألونا فيها ثم أن يسمع منكم العالم على أوسع نطاق لمحة من الحقيقة التي نعاني الآن أكثر من غيرها في أزمة الشرق الأوسط.

          إن هذه الأزمة تواجه، بين أخطر ما تواجهه، مؤامرة تشويه، تمسخ الصورة، وتعكس ألوانها، أو مؤامرة صمت في أحسن الأحوال تحاول، أن تقيم سداً منيعاً لا يستطيع أن ينفذ منه شعاع ضوء.

          ونحن نعلم أن الحقيقة لها أصدقاء في العالم وأن أصدقاء الحقيقة على استعداد للعمل من أجلها. وفي هذه القاعة بهذا الجمع الممتاز من حضورها شاهد على ذلك لا تخطئ دلالته.

          لكن الأمور تقتضي جهوداً أوسع وعملاً يمتد على جبهة عريضة، ذلك أن أكثر ما هو لازم الآن للقضية التي تناديتم لنصرتها هو أن يظهر وجه الحقيقة وأن تبين جميع تفاصيلها وأن يتاح لكل ذوي النوايا الطيبة في عالمنا أن يحددوا مواقفهم منها على هدى وعلى نور.

          إن أعداء الحقيقة يملكون وسائل مخيفة يعملون بها، كما يملكون أجهزة ضخمة تستطيع خدمتهم في ذلك وتسخر لهذه المهمة أحدث ما وصل إليه العلم الحديث من الوسائل المادية والنفسية.

          لكن الحقيقة في النهاية تنتصر بأصدقائها والمؤمنون بها والذين يستطيعون أن يحملوا رسالتها إلى الآفاق الممتدة.

أيها الأصدقاء

          إننا نقدر كل التقدير مجيئكم إلى وطننا لعقد هذا المؤتمر، ونشعر بالاعتزاز لكل المشاعر التي تحرك جهودكم ونؤمن واثقين أن هذه الجهود سوف تكون من أكبر القوى الدافعة للحقيقة.

وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.

<3>