كلمة الرئيس عبدالناصر في افتتاح الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني

كلمة الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في افتتاح الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني
القاهرة، 1 فبراير 1969
جريدة " الأهرام ": العدد الصادر في 2 فبراير 1969

أيها الأخوة من رفاق النضال والمصير المشترك

          لقد أسعدني إلى أبعد حد أن ألبي دعوتكم الكريمة لحضور الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الفلسطيني الذي ينعقد اليوم في القاهرة، في ظرف بالغ الأهمية بالغ الخطر في نفس الوقت بالنسبة لعمل أمتنا العربية وكفاحها من أجل أشرف المبادئ وأقدس الحقوق.

          وفضلاً عن أن مشاركتي لكم في هذه المناسبة تعطيني فرصة الترحيب بكم في هذا البلد الذي أعطى وسوف يعطي كل شئ بغير حدود وبغير تحفظات لمعركة المصير العربي. فإن ذلك سوف يعطيني الفرصة لكي أحدد أمامكم بعض فكرنا في مجموعة من المسائل التي تكتسب أهمية مضاعفة في هذا الظرف الهام والخطر.

          وأود أمامكم- أيها الأخوة- أن أطرح بعض النقط على النحو التالي:

أولاً: إن الأمة العربية كلها يجب أن تعلم، وتلك عبرة إيجابية من دروس معركة 5 يونيه، أن القضية ليست قضية شعب فلسطين وحده، وإنما القضية تمتد بعد ذلك إلى أوسع وأبعد، ذلك أن العدو الصهيوني يسعى فعلاً إلى تحقيق هدفه التوسعي بين النيل والفرات. وبالتالي فإن مشاركة بقية شعوب الأمة العربية في هذا الصدام بين القومية العربية والعنصرية الصهيونية ليس مجرد عاطفة حيال الشعب الفلسطيني، وإنما هو دفاع عن النفس في أي وطن عربي.

          إن المخطط الصهيوني اتخذ من أرض فلسطين نقطة بداية ولن يتورع عن دفع هدفه حتى النهاية طالما أتيحت له الفرصة وهو يتصورها اليوم متاحة له بعد نكسة 5 يونيه سنة 1967.

          ويترتب على ذلك أن يكون واضحاً بالنسبة لكل بلد عربي أنه لا يعطي للنضال الفلسطيني ما يعطيه منة أو تكرماً أو لمجرد التضامن العاطفي، وإنما هو يعطي ما يعطيه دفاعاً عن النفس ودفاعاً عن الحياة في إطارها الوطني وفي بعدها القومي.

<1>