إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) كلمة الرئيس عبدالناصر في افتتاح الدورة الخامسة للمجلس الوطني الفلسطيني

ثانياً: إن أبرز النتائج الإيجابية لما بعد معارك يونيه سنة 1967 هو ظهور الكيان الفلسطيني بطريقة مجسدة لأول مرة منذ سنة 1948، ولقد كانت تلك من أكثر نقاط الضعف في النضال العربي الشامل الذي كانت فلسطين بطبيعة الحال أهم ميادينه.

          ولسوف يسجل التاريخ لشعب فلسطين الذي جاهد طويلاً وقاتل بغير هوادة في معارك غير متكافئة أنه في الوقت الذي ظن العدو أنه نجح في تصفية وجوده باحتلال كل أرضه، فإن هذا الشعب بحيوية أصيلة وبإرادة حياة لا تقهر انقض واقفاً يملأ ساحة النضال كلها ببطولة باهرة.

          إن جماهير الضفة الغربية وجماهير غزة وجماهير القدس تسجل كل يوم بل كل ساعة صفحات عظيمة في التاريخ العربي يكتبها الرجال والنساء الشيوخ والشباب وحتى الأطفال بالصمود وبالمقاومة وبتحمل المكاره وبالرفض القاطع المستمر للاحتلال وللاستسلام.

ثالثاً: إن تعاظم دور المقاومة الفلسطينية كان وسوف يكون نقطة تحول هائلة في النضال العربي.

          إن المقاومة الفلسطينية قامت بعمل عظيم متعدد الجوانب. رفعت مشعل المقاومة بعد الظلام الكثيف الذي ساد أرضنا بعد النكسة وأبقت جذوة الأمل مضيئة في قلوب ملايين من المحيط إلى الخليج. ثم أوضحت للعالم كله أن احتلال الأرض شئ يختلف اختلافاً كبيراً عن تحطيم الإرادة واحتلال الروح. ثم بعثت الكيان الفلسطيني موجوداً وحياً وشريكاً متكافئاً في معركة المصير، وفوق ذلك كله وآثاره السياسية والمعنوية البعيدة، فإن المقاومة حققت هدفين مباشرين:

أولهما: أنها بعملياتها النشيطة ألحقت بالعدو خسائر لا يستهان بها. وأهمها خسارته في إحساسه بالأمن الذي تصور أنه وطد دعائمه بانتصاره العسكري الرخيص في يونيه سنة 1967.

والثاني: أنها استطاعت بجهد مستنير إزاء الرأي العام العالمي أن تضع قضية شعب فلسطين في مكانها الصحيح باعتبارها قضية من أهم قضايا التحرر الوطني في العالم.

          وما من شك أن هذه الأهداف السياسية والمعنوية التي تحققت إلى جانب الأهداف العملية المباشرة تعطي الشعب الفلسطيني دوراً أكبر في صنع المستقبل وفي تشكيله وفق أماني الأمة العربية ومطالبها المشروعة.

رابعاً: وفي حديثي أمام مجلس الأمة المصري بتاريخ 20 يناير 1969، فلقد أوضحت موقف الجمهورية العربية المتحدة من المقاومة الفلسطينية.

          ويتلخص هذا الموقف في خطوط محددة يشرفني أن أذكركم بها:

<2>