إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) كلمة الرئيس عبدالناصر في ختام الدورة الثانية للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

          والقوة العاقلة هي القوة التي تنسجم مع الطبيعة.. لأنها تصبح قوة الحق.

أيها الأخوة أعضاء المؤتمر القومي

          إن ما يسمى بأزمة الشرق الأوسط، وما هي في الحقيقة قضية نضالنا الطبيعي والحق- تدخل الآن كما قلت لكم مرحلة كبيرة الأهمية كبيرة الخطر.

          وتلك في حد ذاتها- بصرف النظر عن أي شئ آخر- علامة صحة..

          ذلك أنه لم يكن هناك خطر في الوضع الذي واجهناه بعد النكسة مباشرة، لأنه لم تكن لنا قوة مادية على مقاومة العدو وعلى التصدي له..

          كان العدو يملك كل الوسائل وكانت الوسائل في أيدينا قاصرة عن الرد..

          ولهذا لم يكن هناك خطر.

          ومع تغير الصورة.. ومع نمو قوتنا وتعاظمها، فإن العدو ما زال يملك وسائله.. ولكن الوسائل التي أصبحت الآن في أيدينا قادرة على الرد..

          ولهذا جاء الخطر.

          بعد النكسة مباشرة كان احتمال الصدام بعيداً..

          والآن فإن احتمال الصدام قائم، لأن أوضاعنا الآن تختلف عما كانت عليه..

          ولعلي أقول لكم أن العدو ما زال قادراً على أن يضرب وأن يضرب بعنف، ولكننا الآن نستطيع نحن الآخرون أن نضرب وأن نضرب بعنف..

          وعلينا كما قلت لكم أن نتوقع ضربات من العدو، وعلينا أيضاً أن نتوقع النجاح لبعض ضرباته.. وذلك ليس له أن يخيفنا أو يذهلنا أو حتى يدفعنا إلى الشكوى والصراخ.. وإنما ذلك له وعليه أن يدفعنا إلى ضربه وإلى ضربه بنجاح.

          وذلك تحول له قيمته في مجرى الصراع، كما أن ذلك هو التحول الذي يجعل من هذه المرحلة مرحلة كبيرة الأهمية كبيرة الخطر.

<3>