إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس عبدالناصر في حفل عشاء، أقامه للرئيس هواري بومدين رئيس الجمهورية الجزائرية

لكن هذه اللحظة من لحظات اليقظة القومية.. بقدراتها الكاشفة والأمينة.. أظهرت أن رؤية الجماهير أوضح وأن وعيها أكبر وأن إرادتها أعلى من أية إرادة معادية لها.

3 .

إن هذه الزيارة تجئ في وقت ينقشع فيه أي ضباب عن القضية الفلسطينية.. أهم قضايا العرب وأقدسها، وأبعدها أثراً على النضال العربي من أجل الحرية والاشتراكية والوحدة.. خصوصاً وقد أخذ الشعب الفلسطيني فيها- لأول مرة منذ سنوات طويلة- مكانه ووضعه الطبيعي كرأس الحربة في طريق العودة.. تسنده وتؤيده كل القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية القادرة على معركة التحرير في الأمة العربية.. وهي بغير شكل قوى الثورة والتقدم.. القوى التي تقدر على إحداث قطيعة بينها وبين الاستعمار.. وبالتالي تقدر على مواجهة صريحة وحاسمة مع إسرائيل.

4 .

إن هذه الزيارة تجئ في وقت تتشكل وتتحدد فيه مسائل كثيرة في العالم الواسع.. سواء فيما هو قريب منه إلينا.. أو ما هو بعيد.. وإن كانت مشاكله قريبة من اهتماماتنا ولو حتى بالمبادئ وحدها.

ولقد رأينا معاً كيف كانت المحاولات لهدم منظمة الوحدة الأفريقية.

ونحن نعرف الآن أكثر عن أوضاع الاستغلال المروع الذي يفرضه الاستعمار الجديد على الشعوب.. خصوصاً في أفريقيا.

ونحن نلمس ضراوة التفرقة العنصرية.. والمعنى الحقيقي لها.. كاستغلال بشع ومروع للإنسان ولعمل الإنسان.

ونحن نواجه مخاطر سياسة القوة. ويحمل ما يجري في فيتنام- فضلاً عما يقاسيه شعب فيتنام- مخاطر انفجار أوسع نطاقاً وأشد فتكاً.

ونحن نتعرض للضغوط الاقتصادية والمالية.. تمثلها الشروط الجائرة للتجارة الدولية.. تستهدف أصلاً تعويق تقدمنا أو إبقاءه في داخل حد معين لا يقدر على الانطلاق أو على الاستقلال.

أيها الأخ العزيز:

في ذلك وغيره نتطلع إلى الفرصة الممتازة التي تتيحها لنا هذه الزيارة، الدرس المشترك والتخطيط المشترك والعمل المشترك بغير تحفظات وبغير حدود.

<3>