إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الثالثة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

أيها الأخوة

          ليست هناك قضية من قضايا النضال الإنساني قريباً وحديثاً تنسجم مع جوهر الحقيقة مثل نضال الشعب العربي ضد إسرائيل كمخطط استعماري يقوم على العنصرية ويهدف إلى إرهاب الأرض العربية وتمزيق وحدتها وامتصاص طاقاتها.

          أي قضية أخرى في النضال الإنساني المعاصر أو السالف يظهر فيها ما يظهر في قضيتنا.. أقلية عنصرية غريبة تدعي لنفسها ما ليس حقاً وتطمع في أن تنتزع من الأمة العربية أرضاً تمتد من النيل إلى الفرات دولة استعمارية هي بريطانيا تقطع لهذه الأقلية العنصرية عهداً ووعداً فيما لا تملكه وإنما اؤتمنت عليه بقرار انتداب من المجتمع الدولي.. اغتصاب وقتل منظم يتعرض له الشعب العربي في فلسطين.. الاستعمار الجديد من الاستعمار الأمريكي يؤيد هذه الأقلية حتى تقيم لنفسها دولة على جزء من الأرض العربية المغتصبة.. هذه الدولة تتحول إلى قاعدة مستمرة للإرهاب المنظم على نطاق واسع، كما رأينا في سنوات 1948- 1956- 1967، في هذه السنوات التي شهدت أكبر مظاهر العدوان- لم تكن الأمة العربية وهي التي تعرضت للمؤامرة الكبرى هي التي حملت السلاح مبتدئاً.. لم تكن هي التي بدأت بالعدوان، وإنما كان العدو هو الذي حمل السلاح مبتدأ في كل مرة لاح فيها أن التقدم العربي لديه فرصة للحاق بما يلزمه من القوة الضرورية لتأكيد الاحترام لجوهر الحقيقة.

          كان عدوان سنة 1948 رداً على قيام الجامعة العربية أول شكل منظم للعمل العربي الموحد، وكان هذا العدوان المبيت في سنة 1948.. عدوان سبقته خطط واستعدادات كبرى. ولم يكن الشعب العربي في هذه المرحلة بقادر على أن يواجه هذه الاستعدادات التي أيدتها بريطانيا والتي أيدتها أمريكا، ثم كان بعد هذا عدوان 1956 رداً على تعاظم ثورة التحرر الوطني أكبر قوة دافعة للعمل العربي الموحد.. وكلنا رأينا كيف كان هذا العدوان الثلاثي، وكيف كان القصد منه؟.. القضاء على الثورة الوطنية، ليس في مصر فقط وإنما في أنحاء أخرى من العالم.

          ثم كان عدوان سنة 1967، رداً على التحولات العميقة التي تؤثر في المجتمع العربي، وفي مقدمتها التصنيع وتطوير وسائل الإنتاج والتحول الاشتراكي، والاقتراب من ثورة التكنولوجيا.. وهذه كلها أكبر تعميق لفاعلية العمل العربي الموحد.. حتى بعد عدوان 1967 فإن الظواهر تجري أمامنا كل يوم تقنعنا بأنه ليست هناك قضية من قضايا النضال الإنساني تكشف ما تكشفه قضيتنا العادلة.

          بعد 1967 كانت هناك قرارات.. قرارات في الأمم المتحدة بإيقاف القتال، ولأول مرة في الأمم المتحدة يصدر قرار بإيقاف القتال ولا يصدر معه قرار بالانسحاب.. ثم بعد هذا صدر قرار من مجلس الأمن يعبر عن

<3>