( تابع ) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح الدورة الثالثة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

         فإنني أرجو أن تكون هناك خطط جاهزة لبعض المسائل الرئيسية في تحولنا الاجتماعي، ومنها مسألة الإصلاح المالي والاقتصادي، مسألة التجارة الخارجية وتنظيم عملها، مسألة التجارة الداخلية.

         مسألة مؤسسات الإنتاج، ودعم كفاءتها وتحرير قدرتها، مسألة افساح المجال أمام دور القطاع الخاص بغير تخرج لا مبرر له، بدون محظورات لا تدعو الحاجة اليها، لأن جهد هذا القطاع الخاص مطلوب في مجالات كثيرة.

         حينما أتكلم عن القطاع الخاص، إحنا بنحدد القطاع العام بنقول ده قطاع عام، وهذا بنحدده بكذا وده بنأممه.. الباقي قطاع خاص متروك، ويجب فعلاً إن إحنا نفتح المجال للقطاع الخاص.

أيها الأخوة

         ثم تجئ مسألة لها أهمية كبرى وهي تحقيق ما ورد في بيان 30 مارس بشأن الدخول إلى عصر العلوم والتكنولوجيا وآفاقهما غير المحدودة في عصر تمكن فيه الإنسان من أن يضع قدميه على سطح القمر.

         وأخيراً أيها الأخوة تجئ مسألة تنظيم الأسرة، وهي مسألة يجب أن نبذل جهوداً جديدة من أجلها، وفي الحقيقة فإن هناك ارتباط وثيق بين ثلاثة أشياء رئيسية، زيادة الإنتاج، ثم المضي في قضية التحول الاشتراكي، ثم تنظيم الأسرة، للسيطرة على الزيادة السكانية.

         قبل إن تتحكم فينا الزيادة السكانية وتسيطر علينا دون أن نشعر.. إحنا النهاردة بنزيد كل سنة.. كنا بنزيد أقل من مليون، دلوقت بقينا أكثر من مليون بيجولنا كل سنة مانحسش بيهم.. بأبص ألاقي أكثر من مليون موجودين عايزين السنة اللي جاية أكل وعايزين السنة اللي بعدها لبس وبعدين عايزين مدارس وعايزين جامعات وعايزين شغل.. عمل.. إذن الحقيقة قدامنا سباق وقدامنا معادلة صعبة جداً.. النهاردة فعلاً عندنا الناس اللي همه أقل 50% من السكان أقل من عشرين سنة.. كل سنة حقيقي فرص العمل المطلوبة أكثر من الناس اللي همه دول عايزين يشتغلوا.. اللي حيطلع 20 - 21 سنة، وإحنا النهادرة بنكافح في الزراعة وبنكافح في الصناعة وفي كل المجالات- وبعدين هل فعلاً إذا زادت السكان وإذا ما نظمناش الأسرة وإذا ما نظمناش النسل حانقدر نوجد العمل لكل هؤلاء الناس؟ أنا بأجد قدامنا صعوبة النهاردة إن إحنا نوجد عمل، وبنحاول بنقول انهم بيقولوا لنا إن لازم نستثمر 240 مليون على الأكثر- إحنا السنة دي مستثمرين 400 مليون جنيه.. طيب حانعمل إيه أكثر من كده- إذن هذه مشكلة الحقيقة علينا أيضاً أن نواجهها، وأن نأخذ فيها الحقيقة قرارات حاسمة.

         باختصار أيها الأخوة.. فإن الدورة القادمة لمؤتمركم كما أتصور يمكن أن يكون هدفها الكبير إلى جانب هدف المعركة الخطيرة والمستمرة هو هدف تحديد المعالم وضبط الحدود وتحرير القوى وإطلاق طاقات العمل

<32>