كلمة الرئيس جمال عبدالناصر في اختتام الدورة الثالثة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

كلمة الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في اختتام الدورة الثالثة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي
القاهرة، 25 يوليه 1969
جريدة " الأهرام ": العدد الصادر في 26 يوليه 1969

أيها الأخوة المواطنون أعضاء المؤتمر القومي

         لقد كانت هذه الدورة الثالثة التي تنتهي الآن لمؤتمركم دورة حافلة. أتيحت لنا فيها فرصة للتذاكر والبحث واستكشاف الأفق معاً.

         وتعددت مجالات اهتمامنا فيها بين قضايا النضال الملحة، وقضايا التطور السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وقضايا العمل العربي على مستوياته الرسمية والشعبية والثورية، إلى جانب قضايا عالمنا الذي نحن شركاء فيه بوجودنا وبتأثيرنا وبالآمال المشتركة بيننا وبين كل شعوب الأرض في عصر نستطيع اعتباره بحق فتحاً جديداً في تاريخ الإنسان.

         ولقد اكتسبت هذه الدورة جواً خاصاً لأن وقائعها جرت على وهج اللهب في ميدان القتال، حيث أظهرت معارك البناء فيها أننا قادرون على أن نتحمل نار العدو، وأن نصب عليه نيراننا في نفس الوقت، وذلك تحول في قدرتنا النامية له معناه ومغزاه.

         معناه ومغزاه أننا نقاتل، والذين يقاتلون بحق لهم أن يأملوا في النصر.. أما الذين لا يقاتلون فليس يحق لهم أن ينتظروا شيئاً إلا القتل.

         ولقد جاء على العدو وقت كان فيه- بالفعل وبالواقع- يمارس ضدنا نوعاً من القتل. وأما الآن فلقد اختلفت الصورة حتى في تقديرات العدو نفسه.

         وجاء على العدو وقت كان يقول فيه إن العرب فقدوا إلى الأبد مقدرتهم على حربه. وبعد شهور من صمودنا غير العدو رأيه، فبدأ يقول إننا قد نستعيد هذه المقدرة بعد عشر سنوات.

         بعد شهور أخرى بدأ العدو يقول أننا قد نستعيد هذه المقدرة بعد خمس سنوات.

         وعندما ظهرت مقدرتنا على الدفاع، راح العدو يعيد النظر في تقديراته.

<1>