إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) كلمة الرئيس جمال عبدالناصر في اختتام الدورة الثالثة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي

ولما تحولنا إلى الردع النشيط، فإن العدو يعرف الآن أنه لم يكن يعرف هذا الشعب، ولم يكن يعرف هذه الأمة وانه أخطأ خطأً جسيماً في تقديراته لروحها ولإرادتها ولعملها ولحجم وفاعلية ما يمكن أن تفجره روح أمة وإرادة أمة وعمل أمة صممت وعزمت وآمنت بالله وبكل ما استودعه الله من القيم العظيمة في أعماق أعظم مخلوقاته وهو الإنسان.

أيها الأخوة المواطنون أعضاء المؤتمر القومي

وقبل أن تغادروا هذه القاعة، بعد أيام من العمل المثمر في جو حافل بالمعاني الكبيرة، فإنه يتحتم علي أن أقول لكم أنكم لستم خارجين من هنا إلى إجازة صيف، وإنما أنتم في الحقيقة ذاهبون من هنا إلى مهمة لا أظن أن أي مجموعة من مسئولي العمل السياسي وقادته تحملوا مثلها في النضال العربي.

إننا في الفترة القادمة مطالبون، وبكل الإلحاح الذي يفرضه التحدي الذي نواجهه- بأن نكون جميعاً في مراكز عملنا ووسط جماهيرنا في مواقعها يمارس كل منا دوره بكل ما لديه من الملكات والطاقات والخبرات.

إن فهم جماهيرنا لتطورات الحوادث ودلالاتها لم يكن مطلوباً بأكثر مما هو مطلوب اليوم.

استعداد جماهيرنا لتقديم كل ما لديها في صراع المصير الدائر لم يكن مطلوباً بأكثر مما هو مطلوب اليوم.

وإيمان جماهيرنا بإمكانية النصر وبحتمية النصر لم يكن مطلوباً بأكثر مما هو مطلوب اليوم.

وليس هناك تأكيد لذلك كله غير أن تكونوا جميعاً في مراكز عملكم ووسط مواقع جماهيركم.

إننا في مرحلة من الصراع تفرض علينا عدداً من الضمانات التي لابد لنا أن نكفلها وأن نعطي كل شئ في سبيل كفالتها:

أولاً: الفهم السياسي العميق لكل ما يجري.

ثانياً: التخطيط العلمي الدقيق لما يجب أن يكون.

ثالثاً: التحمل الشجاع أمام كافة الاحتمالات.

رابعاً: الجسارة القادرة على الاقتحام ومخاطره.

خامساً: المثابرة المؤمنة حتى يتحقق الهدف بعون الله.

<2>