إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



رسالة الرئيس جمال عبدالناصر إلى الملك حسين بشأن عقد مؤتمر قمة عربي ومؤتمر قمة إسلامي

رسالة الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
إلى الملك حسين بشأن
عقد مؤتمر قمة عربي ومؤتمر قمة إسلامي
القاهرة، 25 أغسطس 1969
جريدة " الأهرام ": العدد الصادر في 27 أغسطس 1969

صاحب الجلالة الأخ الكريم الملك حسين بن طلال
ملك المملكة الأردنية الهاشمية

          إن ندائكم النابض بالصدق والإيمان إلى العرب والمسلمين، كي يتنادوا مع ضمائرهم ويتحملوا مسئولياتهم أمام الله وأمام شعوبهم إزاء الجريمة المروعة التي أقدم عليها العدو الإسرائيلي بإشعال النار عمداً وبتدبير في أقدس مقدسات المسلمين بالقدس- يتجاوب تجاوباً كاملاً مع ما نحس به جميعاً في هذه الظروف التي بلغ فيها تحدي العدو لنا مداه إسلامياً وعربياً، تاريخياً وحضارياً، إنسانياً ودولياً.

          وأصارحكم القول يا صاحب الجلالة، بأنه مهما كان من عواطفنا جميعاً هذه اللحظات السود، فإنه لم يعد هناك شئ يقدر على الرد والردع غير تدبيرنا المحكم، وغير قوتنا القادرة، وغير ما نستطيع حشده في ميدان القتال بالدرجة الأولى، وما نستطيع به تدعيم ميدان القتال من الطاقات السياسية والاقتصادية والإعلامية، وذلك حتى نتمكن من تحرير مقدساتنا الدينية والقومية وتطهير ما حولها بما يكفل انتصار الحق كاملاً وخالصا.

          ولكي أكون محدداً يا صاحب الجلالة، في وقت يتطلب من كل واحد منا أن يتحمل مسئولياته، فإني أطرح الملاحظات والمقترحات التالية:

أولاً: أنه لابد لكل دولة عربية أن تضع دورها في المعركة القادمة قبل أي دور آخر، ولابد لكل شعب من شعوبنا- بما في ذلك الشعب الفلسطيني وطلائعه الثورية المسلحة- أن يوجه كل ما عنده من الموارد والجهود في اتجاه المعركة.

          وفيما يتعلق بالجمهورية العربية المتحدة فلعلي أن أطمئن جلالتكم واخوة أعزاء لنا في العالم العربي، إلى أن الموارد والجهود الموجهة نحو المعركة، تحدث كل يوم تحولات أساسية في إمكانيات القوة العربية من أجل يوم عقد الشعب المصري عزمه على قبول تحديه مهما يكن ومهما يكون.

<1>