إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



( تابع ) رسالة الرئيس جمال عبدالناصر إلى الملك حسين بشأن عقد مؤتمر قمة عربي ومؤتمر قمة إسلامي

ثانياً: أنه من المحتم أن يجري تنسيق إلى غير ما حد بين الدول العربية المحيطة بالأرض المحتلة، والدول التي لها جيوش على جبهات القتال المتعددة، ومثل هذا التنسيق بغير ما حد أصبح ضرورة حيوية من ضرورات المعركة، ولقد فعلنا الكثير من أجل ذلك، كما تعلمون جلالتكم، وإن كان الأمر يحتاج منا جميعاً إلى مزيد.

          وفي هذا الصدد، فنحن نقوم الآن بمشاورات بدأت في الواقع منذ أن ألقيت خطابي يوم 23 يوليه الماضي أمام الدورة الثالثة للمؤتمر القومي العام للاتحاد الاشتراكي العربي.

          ونحن نرجو أن تكلل هذه الجهود بنجاح يحقق الهدف والأمل.

ثالثاً: إننا معكم في الرأي بأن الموقف كان يتطلب منذ شهور، واصبح يتطلب الآن بإلحاح أكثر، عقد مؤتمر عربي على مستوى القمة لمواجهة الظروف المتغيرة والمختلفة عن آخر اجتماع عربي على مستوى القمة في الخرطوم سنة 1967.

          ولعل وزراء الخارجية المجتمعين الآن في القاهرة يقررون في هذا الأمر رأيا، ويلتقون فيه على قرار.

رابعاً: إن إشارتكم إلى فكرة عقد مؤتمر قمة إسلامي، وتأكيد صاحب الجلالة الملك فيصل آل سعود ملك المملكة العربية السعودية في رده عليكم بصواب هذه الفكرة، مسألة تستحق كل الاهتمام، ولو أن هذه الفكرة وصلت إلى النتيجة الإيجابية التي تستحقها لكان ذلك نجاحاً ليس له نظير.

          وفي هذا الصدد، فلقد اقترحنا على صاحب الجلالة الملك فيصل أن يأخذ زمام المبادأة، وأن يدعو إلى مؤتمر قمة إسلامي، على أن يبدأ هذا المؤتمر باجتماع لوزراء خارجية الدول الإسلامية، وذلك حتى يمهدوا لهذا المؤتمر الأول من نوعه، ويضعوا أسساً لعمله، ويستكشفوا الاحتمالات المختلفة لما يمكن أن يصدر عنه، وليس يخفى على جلالتكم أن هناك ظروفاً معينة تحيط ببعض الدول الإسلامية، وتحول دونها ودون وضع الخطر الصهيوني في وضعه الصحيح، ولو أن جهودنا المشتركة استطاعت أن تتلاشى تأثير هذه الظروف، وأن تسلط قدراً كافياً من الضوء ترى معه هذه الدول طبيعة الخطر الصهيوني ومداه. فإن مثل ذلك سوف يكون تحولاً تاريخياً في نضالنا يساوي كل جهد نستثمره فيه.

          ولقد اقترحنا على صاحب الجلالة الملك فيصل أن يكون الاجتماع التمهيدي لوزراء الخارجية، واجتماع القمة الإسلامي الذي يليه- إذا أذن الله وتيسرت الوسائل- في المملكة العربية السعودية، بقرب المقدسات الإسلامية الطاهرة.

          على أني أريد يا صاحب الجلالة أن يكون واضحاً أن أي خطوة من هذه الخطى التي تضمنتها هذه الملاحظات والمقترحات لا تتعارض مع بعضها.

<2>