إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في مأدبة عشاء أقامها تكريماً للرئيس جوزيف بروز تيتو

خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في مأدبة عشاء أقامها تكريماً للرئيس جوزيف بروز تيتو
بمناسبة بدء زيارته للجمهورية العربية المتحدة

القاهرة، 23 فبراير 1970  
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 24 فبراير 1970

الصديق والأخ العزيز الرئيس جوزيف بروز تيتو

         من دواعي سعادتي البالغة أن تتاح لي هذه الفرصة للترحيب بكم مناضلاً عظيماً في الطليعة من مناضلي عصرنا، وتعبيراً حياً عن دور شعوب يوغوسلافيا، وأهمية هذا الدور، ورمزاً في نفس الوقت للصداقة العميقة، والوثيقة التي تربط ما بين هذه الشعوب العظيمة والأمة العربية، والشركة بين الاثنين في العمل من أجل الحرية والسلام.

         إن رحلتكم الطويلة التي حملتكم إلى قلب القارة الأفريقية والتي جاءت بكم في نفس الوقت إلى هذا المكان، وأعطتنا مناسبة أخري للقاء مثمر بيننا قد حولت الكثير من هذه المعاني، وأشارت إليها إشارات واضحة.

         إن الحفاوة التي قوبلتم بها في كل مكان ذهبتم إليه،  كانت تحية لنضالكم، وكانت أهمية هذه الرحلة جزءا من بروز الدور اليوغوسلافي وظهوره، وفي نفس الوقت فإن هذه الرحلة كانت في ناحية من نواحيها أشبه ما تكون بسفارة ممتازة من أجل الحق العربي المشروع، وتأييداً له أهميته لجميع المناضلين في سبيل هذا الحق والدفاع عنه. ولقد تتبعنا أيها الصديق العظيم رحلتك إلى كل مكان ذهبت إليه، وكان تقديرنا كبيراً لإصراركم على التعريف بنضال العرب مع كل من تحدثت إليه من قادة أفريقيا وزعمائها، ولم يخل بيان صدر عن محادثاتك في أي عاصمة من موقف محدد إزاء أزمة الشرق الأوسط وخطورتها، وضرورة الوصول فيها إلى سلام يقوم على العدل والإدراك العميق لحقيقة انه بدون العدل لا يكون هناك سلام.

         وفي الحقيقة فإن ذلك كله كان اتساماً منطقياً مع كل المبادئ التي آمنا بها، والتي عملنا من أجلها سوياً، والتي كرسنا لها كل الفكر والجهد من طاقاتنا والتي جعلتنا الشدائد أكثر أيماناً بها، ومنحتنا الأزمات إصراراً متزايداً علي ضرورة وأهمية الدفاع عنها- ليس لسلامتنا فحسب، ولكن لسلامة العالم الذي نعيش فيه، ومن أجل مستقبله، إن موقف يوغوسلافيا من أزمة الشرق الأوسط، ومنذ اللحظات الأولي لتفجر هذه الأزمة بفعل ضراوة العدوان الإسرائيلي المعزز والمؤيد بقوى الاستعمار والرجعية العالمية، كان موقفاً قاطعاً، تجلت فيه الحكمة والشجاعة معاً، لقد جئتم إلينا في الأيام العصيبة التي تلت المحنة مباشرة، جئتم إلينا بالتأييد

<1>