إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في مأدبة عشاء أقامها تكريماً للرئيس جوزيف بروز تيتو

          إن هناك أيها الأخ العزيز أمة عربية بأسرها تعرف حقوقها، وتعرف قدراتها - وتعرف السبيل إلى تحقيق ما هو ضروري لقضايا السلام والحرية، ومن حسن الحظ إنك خلال هذه الرحلة الأفريقية قادم من الخرطوم الثورة. ماراً بأسوان الثورة ذاهباً إلى طرابلس الثورة، وبذلك فأنك تعبر طريقاً طويلاً على أرض الأمة العربية يتيح لك أن تلمس عن قرب صلابة أيمانها وحسن استعدادها لمقابلة مسئولياتها.

أيها الصديق العزيز

          أننا ندرك أن قضية السلام والحرية لا تتجزأ، ولا يمكن أن ينجح العمل من أجلها في مكان بمعزل عن العمل من أجلها في كل مكان.

          ومن هنا فإننا نعتقد في ضرورة العمل الجماعي على مستوي المجتمع الدولي، وكان ذلك إيماننا في كل الظروف .

          ومن هذا المنطلق فإن محادثاتنا الحالية كان لابد لها أن تتناول أمرين لهما كل الأهمية من وجهة نظرنا:

أولهما :  العمل بكل الوسائل على عقد المؤتمر الذي فكرنا فيه وأعددنا من أجله للدول غير المنحازة. إن ذلك  المؤتمر له أهمية قصوى في هذه الظروف التي عادت فيه سياسات القوة تمارس ضغطها بكل ما تملك من أدوات العنف.

وثانيهما : العمل بكل الوسائل لإعطاء فاعلية لقرارات الأمم المتحدة.

          إننا لا نتصور أن ما نراه الآن أمام عيوننا من إهدار لقرارات الأمم المتحد، ومن استهتار بها، ومن استهانة تصل إلى حد السخرية العلنية بقرارات تمثل إرادة المجتمع الدولي كله، على إننا ندرك في هذا الصدد أمرين:

  1. إن تحدي إسرائيل لكل قرارات الأمم المتحدة لم يكن ليحدث لولا مساندة الولايات المتحدة الأمريكية المطلقة لإسرائيل سياسياً وعسكرياً.
  2. إن المسألة لاتهمنا وحدنا، وإنما المسألة مسألة القيم التي تسود المجتمع الدولي كله وبالدرجة الأولي. فهيكل الشعوب المتطلعة إلى عالم تحكمه مبادئ السلام والحرية.

          ومن جانبنا أيها الصديق العزيز فإننا نعطي الاحترام الواجب كله لقرارات الأمم المتحدة، باعتبارها تمثيلاً لإرادة المجتمع الدولي.

<3>