إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر، بمناسبة عيد العمال في شبرا الخيمة

          من هذه الظروف ومن هذه الأوضاع المحزنة تمكن بعض الناس من صنع الثراء الفاحش.

          من هذا الظلم الاجتماعي اللاإنساني تمكن بعض الناس من أن يعيشوا عيشة الملوك من استغلال الإنسان، لا أقول لعرق الإنسان، وإنما استغلال الإنسان كله ودم الإنسان أيضاً تمكن بعض الناس من أن يحيوا ويعيشوا في ترف لا مثيل له.

          إيه اللي نخرج بيه من هذه الصورة التفصيلية؟ وهناك التفصيل أشد بشاعة مما قلت. نخرج بعدة أشياء قامت في هذه المنطقة وفي هذه الظروف صناعة طفيلية تستهدف السوق السوداء وقت الحرب وبعد الحرب، ما كانتش تقدر تعيش إلا بالحماية. وكانت قادرة بضغط كبار المستغلين على السياسيين في مصر قبل الثورة أن تحصل على هذه الحماية.

          بعدين ماكنش فيه تخطيط اقتصادي أو تخطيط اجتماعي. لم يكن الهدف هو التنمية الاقتصادية للبلد، لم يكن الهدف التنمية، ولكن كان الهدف هو الاستغلال. لم يكن الهدف دفع التطور وإنما الهدف كان بنهب كل ما يمكن نهبه، لم يكن هناك نظر إلى مستقبل العاملين، ولكن كان هناك اعتبار الغنى والثراء السريع ومصلحة المستغلين لا مصلحة العاملين.

          وبعدين ماكنش فيه صلة بين ما يجري في هذه المنطقة في شبرا الخيمة وبين ما يجري في مصر كلها.. مصلحة الشعب كمجموع لم تكن واردة ولم تكن في أي حساب ومستقبل الشعب لم يكن يعني أي أحد من السياسيين الموجودين في هذا الزمن، وفي هذا الوقت دي صورة النمو الطفيلي المستغل القاصر عن تحقيق أي هدف عام المعادي لأي هدف عام ودي صورة شبرا الخيمة ونشأة شبرا الخيمة وتطور شبرا الخيمة. عملنا إيه بعد الثورة الحقيقة بعد الثورة إحنا كان أمامنا مشاكل كثيرة جداً، ولم نبدأ العمل في شبرا الخيمة إلا بعد السويس.. بعد 1956، وبعد أن بلورت معركة السويس العظيمة أهداف النضال السياسي وربطت بينه وبين أهداف النضال الاجتماعي- بعد أن أثبتت معركة السويس أن الجماهير المستعدة للصمود هي الجماهير التي تشعر بالانتماء إلى وطنها، ولقد كانت هذه الجماهير.

أيها الأخوة:

          كانت هذه الجماهير هي نفسها الجماهير المحرومة من خيرات وطنها ومن حمايته ومن أمانه.. كانت على استعداد لأن نحميه، كانت على استعداد لأن تضحي، كانت على استعداد لأن تموت مع أن الحماية لم تكن قد توفرت لها في هذا الوقت. كانت هذه الجماهير على استعداد لأن تفدي هذا المواطن، مع أن المصالح الحاكمة فيه كانت على استعداد دائماً على مر السنين وعلى مر الأيام للتضحية بها. ولكن صميم الموضوع.. صميم المسألة. إن هذه الجماهير كانت تشعر بالانتماء لهذا الوطن.. تشعر بأن الوطن يملكها وتشعر أيضاً بأنها تملك هذا الوطن، تشعر له بحق الولاء والوفاء والفداء. ده الدرس اللي طلعنا به من معركة- السويس

<3>