كلمة الرئيس جمال عبدالناصر في مجلس الأمة حول حوادث الأردن

كلمة الرئيس جمال عبدالناصر، رئيس الجمهورية العربية المتحدة
في مجلس الأمة حول حوادث الأردن
القاهرة، 11 يونيه1970
جريدة "الأهرام": العدد الصادر في 12 يونيه 1970

أيها الأخوة المواطنون أعضاء مجلس الأمة

          معنا هنا الليلة، في هذا المكان، رمز حي على المقدرة الخلاقة لصمود أمتنا العربية، تعطينا الدليل على أن الصمود بمعناه الحقيقي ليس موقفاً ثابتاً وليس موقفاً دفاعياً.

          وإنما الصمود بمعناه الحقيقي حركة، وتطوير مستمر للطاقة، وعملية حشد لا تكل تدعيماً لها وسعياً حثيثاً نحو أوضاع التأهب.

          ليس الصمود بمعناه الحقيقي مواجهة سلبية، وإنما هو بمعناه الحقيقي مواجهة إيجابية.

          ومعنا هنا الليلة -أيها الأخوة- في هذا المكان رمز الصمود ومعناه الحقيقي، ثورة الشعب الليبي ممثلة في قائدها معمر القذافي.

          إن ثورة الشعب العربي في ليبيا -أيها الأخوة- هي تعبير أصيل عن الطريقة التي وعت بها أمتنا معنى الصمود، في وقت كان الاستعمار يتصور أنه يقرب هدفه، وفي وقت كان الاستعمار يتصور أن حركة الثورة العربية في تراجع وانحسار، وفي وقت كان الاستعمار يتصور أن شعوب الأمة العربية لم يبق لها غير أن تضمد جراح الهزيمة. في هذا الوقت -أيها الأخوة- تحرك الشعب الليبي الذي كان الاستعمار قد أحكم الحصار عليه وضيق الخناق من حوله.

          تحرك الشعب الليبي.. ثار الشعب الليبي.

          خرجت طلائع الشعب الليبي من القوات المسلحة تقود الثورة، وفي الصف الأول منها معمر القذافي ورفاقه أعضاء مجلس قيادة الثورة.

          كسر الشعب الليبي أغلاله وحطم القيود، وانضم بكل قواه إلى قوى أمته الواقفة تحت أعلام الثورة وتحت أعلام المعركة، وأعلن شعارات الحرية والاشتراكية والوحدة. وطالب بالحد من القواعد البريطانية

<1>