إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

         



(تابع) خطاب الرئيس جمال عبدالناصر في افتتاح المؤتمر القومي الرابع للاتحاد الاشتراكي العربي

نعمل بكل الوسائل على أن نتفوق في كل الميادين، وبالذات في الميدان الجوي على إسرائيل. يجب أن نحشد كل الطاقات من أجل المعركة. يجب أن نحشد الطاقات العسكرية والطاقات الاقتصادية. يجب أن نحشد طاقات الأمة العربية.

          الرئيس نيكسون بيقول إن إسرائيل عايزة السلام، وإن العرب عايزين الحرب من أجل الحرب، وإن إسرائيل ما بترميش العرب في البحر، وإن العرب همه اللي عايزين يرموا إسرائيل في البحر. ولهذا فقد قرر أن يبحث طلب إسرائيل للسلاح. ووزير خارجيته بيقول إن فيه مبادرة أمريكية اللي هي النقط اللي أنا قلتها، عرضت على مصر وإسرائيل والأردن اللي وافقوا على قرار مجلس الأمن، فإما أن يكون الرد إيجابي وإما أن تعطي أمريكا الأسلحة التي طلبتها إسرائيل. نحن نقول إننا لا نريد الحرب من أجل الحرب، ولكن نريد تحقيق هدفنا، تحرير كل الأراضي العربية المحتلة وحقوق شعب فلسطين، وإن إسرائيل هي التي تعمل من أجل التوسع.

          نحن حتى يكون موقفنا واضحاً لا غموض فيه، قدام العالم كله، وأمام الرئيس الأمريكي، وأمام الشعب الأمريكي أيضاً، نقول إننا قبلنا بالمقترحات الأمريكية اللي قدمها وزير الخارجية روجرز إلينا، لأننا نعتقد أن هذه المقترحات ليس فيها جديد، بل وافقنا عليها قبل ذلك. ولكن إسرائيل هي التي رفضت كل هذه المقترحات التي جاءت في قرار مجلس الأمن.

          وعلينا أن ننظر إلى المستقبل لنرى ماذا سيكون عليه موقف أمريكا، ونقول إن أمريكا إذا استمرت في سياستها بعد هذا. سياستها التي تعتمد على تزويد إسرائيل بالكميات الكبيرة من الأسلحة، فإن الموقف يكون موقفاً خطيراً، وأن أمريكا تكون هي التي لا تريد السلام، ولكن أمريكا تكون أرادت للأمة العربية أن تقع تحت سيطرة الاحتلال الإسرائيلي وساعدت إسرائيل على احتلال أراضينا.

أيها الأخوة
          يجب أن تكون قواتنا فوق قوة العدو، ونحن نعلن هذا الكلام. ويجب أن نكون على استعداد للرد بالقوة على العدو، ونحن نقول هذا الكلام، ويجب أن نذكر دائماً ونحن نبلغ الولايات المتحدة الأمريكية ردنا، ونقول إن ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد بغير القوة، ويجب من أجل تحقيق هذا الغرض أن نكون قادرين على العمل، قادرين على التفكير. مسلحين بأكبر قدر من الوعي، واثقين بعمق من هدفنا، مؤمنين بحقنا فيه مدركين أن صوت الحق هو صوت الله. هذا أيضاً يساعدنا على أن نحشد كل طاقاتنا من أجل المعركة. وهذا هو الواجب الرئيسي لهذا المؤتمر في هذه الدورة.

          نحن نسير في طريقنا في العمل السياسي، ونحن نسير في طريقنا في العمل العسكري. فإذا نجح العمل السياسي كان بها، إذا لم ينجح العمل السياسي، فليس أمامنا نحن الشعب المصري إلا أن نقاتل في سبيل حريتنا وفي سبيل تحرير أراضينا، والأراضي العربية المحتلة. ونحن في هذا نعتمد على أنفسنا، نعتمد على الأمة العربية، نعتمد أيضاً على أصدقائنا. ونعتمد أساساً على الله الذي مكننا من أن نصمد هذه السنوات.

<30>