إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



(تابع) رسالة الرئيس جمال عبدالناصر إلى الملك حسين، حول المحاذير المحيطة بتصفية المقاومة الفلسطينية

  1. إنني لا أملك إلا مصارحة جلالتكم بأن الظروف الأخيرة دفعت إلى مواقع المسؤولية في الأردن بعناصر لا أظن إنني قادر على الاطمئنان إلى حسن نواياها، ولست أعتبر أن النصيحة التي يمكن أن يقدمها مثل هؤلاء نصيحة صائبة أو خالصة. ومع إنه ليس من حقي ان أتدخل في الشؤون الداخلية للأردن، فإنني لا استطيع بمسؤولية الظروف غير أن أصارحكم بذلك، وتقديري أن خطر هذه العناصر لا يتربص بالمقاومة الفلسطينية فقط، ولكن يمكن أن يؤدي إلى مخاطر على الأردن نفسه وعلى مؤسساته الوطنية.
  2. إن الجمهورية العربية المتحدة تؤمن بأهمية دور المقاومة الفلسطينية، وتؤمن بشرعيتها، وتعتقد بفاعليتها في النضال المستمر ضد العدو. وفي هذا كله، فإن الجمهورية العربية المتحدة كانت ترى دائماً وما زالت ترى حماية المقاومة الفلسطينية من كل أعدائها ومن بعض الذين يتظاهرون -لمآربهم- بصداقتها، بل ومن بعض العناصر المنتمية إليها ذاتها. وكنا نقول وما زلنا نقول إن المقاومة الفلسطينية هي ظاهرة من أنبل الظواهر التي أسفرت عنها نكسة يونيه سنة 1967.
              وكنا نريد ولا زلنا نريد أن تتصرف كل القوى العربية على هذا الأساس حرصاً على أمل وحفاظاً على حق وتجسيد لوجود الشعب الفلسطيني في ساحة الصراع.
  3. إن الفريق محمد صادق سوف يقدم إلى جلالتكم نداءً أخيراً بوقف إطلاق النار لكي نستطيع جميعاً أن نعيد تقرير مواقفنا. إن استمرار تداعي الحوادث على هذا النحو يعرض مئات الألوف من أبناء الشعب العربي لأهوال مروعة، ثم إنه يفتح الباب أمام مضاعفات قومية ودولية لابد ان نحذر منها.

          وكرجاء نهائي فإني أرجوكم الاستجابة إلى هذا النداء بأسرع وقت وحفاظاً على مستقبل هذه لاأمة وأمنها وكرامتها.

          إننا لا نملك أن نتابع ما يجري الآن في الأردن ساكتين ولا نستطيع تقبل ترديه ساعة بعد ساعة.

          وأريدك بأمانة ان تعرف إننا لن نسمح بتصفية المقاومة الفلسطينية، ولن يكون في مقدور أحد أن يصفيها، وسنجد أنفسنا في حرب أهلية عربية بدلاً من حرب مع العدو. وهذه محنة رهيبة لا أريدك أن تتحمل مسئوليتها وأعتقد مخلصاً أنه ما زال في يدك أن تتجنبها.

          إنني أعرف لك مواقف مشرفة، ولقد سمعتك أكثر من مرة تتحدث عن شعبك وعن أمتك، وهذه فرصة أخيرة متاحة لنا جميعاً لتكون تصرفاتنا على مستوى مسئوليتنا التاريخية.

          وليكن توفيق الله معك فيما تقرر.


<2>