إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملحق الرقم (26)

المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده الرئيس السادات (*)

          في المؤتمر الصحفي العالمي الذي عقده الرئيس السادات أمس في ميت أبو الكوم وحضره ممثلو الصحافة الأجنبية ووكالات الأنباء ورؤساء تحرير الصحف المصرية، أجاب الرئيس على أسئلة الصحفيين حول الإجراءات التي اتخذت لإخماد الفتنة الطائفية:

          الرئيس: سوف أدلي ببيان قصير.. وإنني أرحب بكم في ميت أبو الكوم.. هذا هو المكان الذي ولدت فيه.. وهذا هو المكان الذي تعلمت فيه.. لأول مرة.. إن كل آدمي لابد أن تكون له رسالة في الحياة.. إن هذا هو المكان.. وحقيقة لقد تعلمت كيف أن أعجب بالإيمان وبالجمال.. وفي كل بقعة من هذا المكان تعلمنا أن هذا خلق الله.. ولذلك فإنني سعيد جداً بهذه المناسبة التي أتقابل معكم فيها هنا في ميت أبو الكوم، وأن أجيب على تساؤلاتكم.. وأن نقوم بحوارنا سوياً.. وشكراً:
سؤال من جريدة لوس أنجلوس: ماذا سيدي الرئيس بخصوص رد الفعل العالمي؟ وما هو سيادة الرئيس تعليقكم على رد الفعل العالمي الخاص بالتطورات الأخيرة؟ وما هو ردكم على بعض الانتقادات الخاصة بذلك؟

          الرئيس: حسناً.. لقد قرأت تلك الجرائد التي سبق أن ذكرتها.. وأكثر من ذلك لقد قرأت أيضاً ما نشرته ثلاث شبكات في الولايات المتحدة.. ودعني أقل لك.. أولاً وقبل كل شئ.. لابد أن أقول لكم وبكل صراحة أن مسئوليتي الأولى هي مسئولية تجاه أمتي في المقام الأول.. ولكن دعني أقل لك أنه بالتوازي مع هذا فأني أشعر بأنني مسئول أمام هؤلاء الذين ساندوني.. كل غرب أوروبا.. بريطانيا العظمى.. الولايات المتحدة.. فإنني أشعر بأنني مسئول أمامهم، تماماً مثلما أشعر بها تجاه شعبي.. وأحياناً يتعين على المرء أن يجري جراحة وفي بعض الأحيان يتعين على المرء أن يبتلع حبوباً مرة ولكن أريدكم أن تبلغوا الحقيقة.. إلى شعوبكم التي أشرت إليها.. وكما سبق أن ذكرت أنني مسئول أمامهم وأنهم يساندونني ولا زالوا يؤيدونني مما جعلوني أشعر بالفخر.

بعض الدوائر أساء التفسير
          إن ما تم قد ساء تفسيره من خلال دوائر معينة.. حاولت أن تصور الفتنة الطائفية وأثرها.. بما وصفوه بأنه القضاء على المعارضة في بلدي.. ليس هذا هو.. قولوا لهم صراحة لأنهم بعيدون عنا.. قولوا لهم الحقائق.. قولوا لهم أنني طلبت من المعارضة.. ذلك لأن المعارضة هي حقيقة أساسية في الديمقراطية، ولن تكون الديمقراطية حقيقية بدون المعارضة.. وبدون تعدد الأحزاب.. قولوا لهم أني طلبت ذلك.. قولوا لهم أنني قمت بتعديل الدستور وطلبت من الحكومة أن تسأل المجلس أن يقوم بالتعديلات.. وأن يضع في دستورنا النظام السياسي في مصر وأنه يقوم على أساس تعدد الأحزاب.. وليس على أساس الحزب الواحد.. كما كان الحال في الماضي.. قولوا لهم أنني مع مندوبي في البرلمان وقعنا من أجل خلق أو إنشاء المعارضة.. لماذا تنسون ذلك.. أريدكم أن تذكروا كل واحد بهذا.

الصراع لم يكن طائفياً فحسب
          إن ما حدث هو حادثة خطيرة.. فقبل أن أغادر الولايات المتحدة.. تتذكرون قلت لشعبي الأمين أنني سأصارح بنتائج ما حدث في الزاوية الحمراء، وهي ضاحية من القاهرة.. كما تعلمون.. وبعد أن رجعت من الولايات المتحدة.. أعددت نفسي بعد أن قرأت أكواماً وأكواماً من الأوراق.. ثم أدليت بخطابي.

          لقد كانت هناك إثارة بين المسلمين وبين المسيحيين.. تجاه كل منهما الأخر.. إن الزاوية الحمراء.. وما حدث بها.. قد أثبتت لي بعد أن قرأت أكواماً وأكواماً والأوراق وبتاريخ عشر سنوات من قبل.. لقد بينت لي أن الصراع ليس طائفياً فحسب.. لا.. فإنني أتذكر عندما ألغيت الرقابة على الصحافة في 1974 بعد حرب أكتوبر.. عندما ألغيت الرقابة على صحافتنا.. لقد كان هناك الكثير من السلبيات.. وأن هذا لأمر طبيعي لأنه بعد عشرات السنوات من الرقابة تكون هناك مثل هذه السلبيات.. ولكن هذا لم يقلقني ولم أتراجع في قراري.. ولم أفرض الرقابة على صحافتنا مرة أخرى.

          إن حادثة الصراع الطائفي عندما نقول أنه كان هناك إثارة من الجانبين.. لقد قرأتم أسماؤهم التي أعلناها.. والآخرون.. لقد تم القبض عليهم من الأحزاب السياسية.. فإنكم ستسمعون المدعي العام يضع أمام شعبي وأمام العالم كله كما أعلنا الأسماء بجميع الصحف.. بكل وضوح.. سوف تسمعون وتقرأون ماذا سيضعه المدعي العام الاشتراكي.

نائب حزب العمل يلقي خطباً في المساجد
          ودعوني أضرب لكم مثالاً واحداً.. فإن أحد نائبي الأحزاب وهو حزب العمل الذي يعتبر نفسه المعارضة.. فإن نائب هذا الحزب وصل إلى الإسكندرية وألقى خطابات في الجوامع.. وبكل صراحة.. ولقد تم تسجيلها.. وأخبرني أحد.. أن شعبي شعر بالقلق عندما أعلنت أنه قد تم تسجيل هذه الأحاديث، لأني قد أنهيت نظام التسجيل من خلف الظهور.. ثم تقول ما تم تسجيله كان.. من جانب المدعي العام، وأن أي محكمة في مصر لن تسمح بأي تسجيل بدون إذن المدعي العام.. ولكي أريحكم وأريح شعبي أيضاً دعوني أعود ثانية فإن نائب رئيس حزب العمل الذي يعتبر نفسه المعارضة في مصر أدلى بخطاباته في جوامع الإسكندرية.. وأثار واستخدم أسوأ ما يمكن من اللغة من أجل إثارة الفتنة.. ومن ناحية حزب العمل فنجد صحيفتهم تكتب تشويهات للحقائق.. ولقد كتب هذا في صحيفتهم.

تحقيق سياسي يقوم به البرلمان
          إن ما أدى إلى ما حدث في الزاوية الحمراء.. هذه الفتنة الطائفية ليست فقط الإثارة من جانب المتطرفين الدينيين من الجانبين.. ولكن كان هناك بعض السياسيين المعنيين الذين تم القبض عليهم. وسوف يتم التحقيق معهم.. وإنني أعد الآن لأن يقوم البرلمان في المستقبل بهذا العمل.. مثل مجلس الشيوخ والكونجرس.. ذلك لأن ما نسعى إليه هو تحقيق سياسي وليس تحقيقاً قضائياً.. وهو ما نقوم به الآن.. انه تحقيق سياسي.. لقد سألتم عن شخصية سراج الدين.. وهيكل.. فأحدهم وهو سراج الدين كان السكرتير العام لحزب انتهى عندما جاءت الثورة، وذلك بسبب الاقتصاد.. وبسبب ما شعر به كل مصري تجاه أسوأ سياسيين في هذا الوقت.. حسناً إن الشخص الذي أتحدث عنه هو فؤاد سراج الدين الذي كان في حزب الوفد، وهو الحزب الذي حل.. وهو الرجل الذي ظهر في الإسكندرية وحاول إثارة الجماهير.. وكانت أحاديثه في مساجد الإسكندرية.. وكما سبق أن ذكرت فلقد تم تسجيل كل شئ.. والأمر ليس مجرد فتنة طائفية، ولكنه الجو العام.. وأعني الاتجاه العام الذي أدى إلى كل هذا.. وأن هؤلاء المسئولين ليس هؤلاء الذين أثاروا الفتنة من المتطرفين المسيحيين والمسلمين، ولكن هناك آخرون. ولقد وضعناهم أمام المدعي العام وأنه سوف يقوم بإجراء التحقيق ويعلن كل شئ بعد ذلك على الشعب.. وليس هذا لأنه رجل من المعارضة أو رئيس تحرير أو لأن لديه صداقة مع رؤساء التحرير خارج مصر.. ولكن الهدف.. وأن ما نسعى إليه دائماً ليس هو أن نعمل على عدم خلق الجو المواتي لمثل هذه الأحداث، وأن ننهي إلى الأبد تشويه صورة مصر في العالم الخارجي.

ألغيت وضع البابا أمام الدولة
س: سيدي الرئيس.. هل تستبعدون أن تصدروا عفوكم في وقت ما عن البابا وتتيحون له حرية الحركة في القاهرة والإسكندرية أو العودة لعمله؟

الرئيس: بالنسبة للبطريرك فإن مهمة البابا أولاً أنه قس، ثم المهمة الثانية مسئوليته في رعاية الكنيسة. وإني أتوجه لشعبي المسيحي، وأود هنا أن أقول أنهم انتخبوه بناء على قوانين الكنيسة على أنه بابا، والدولة فوراً أصدرت ما تسميه بالقرار الجمهوري لتعزيز هذا الانتخاب، وهو أمر حيوي بالنسبة لأي بابا ليعمل. وان ما حدث هو لا يمكن لأحد أن يكون له أي دخل بالقوانين، ولكن ما ألغيته بالفعل هي النقطة الثانية، والتي لدي السلطة أن ألغيها، وهي إعلانه أمام الدولة وأمام العالم بأسره على أنه رئيس الكنيسة. ولهذا فإنني عملت فقط داخل حدود مسئولياتي، ولكن لو طلبت أن أعدل عن فكرتي، فإني أقول أنه يتعين على الرجل أن يبقى في ديره كما كان الحال في الماضي. وأقول هنا أن كل ما أحدثه من دمار بالنسبة لشعبي، فانه يتعين على شعبي أن يقف إلى جواري وأن يمنعوا ما حدث وأن يمنعوا إثارة الفتن كما حدث من جانب بعض المسيحيين في الخارج. ولذا أفضل أن يبقى في ديره ولن أقبض عليه أبداً. فعليه أن يظل في ديره، وأن اللجنة التي تم تشكيلها قد عينت طبقاً للنظام الديني وقوانين الكنيسة وليست تخرج عن قوانين الكنيسة.

س من أسوشيتدبرس: في حالة التحفظ على حوالي 1500 شخص من جميع الفئات من بينهم السياسيون، فإن الانطباع الذي كان في الخارج هو أن السبب هو أن المعارضة كبيرة بالنسبة للنظام الحاكم.. ما تعليقكم على هذا السؤال؟
الرئيس: إن من تم التحفظ عليهم قد تم التحفظ عليهم من خلال القوانين التي ينص عليها الدستور، وسبق أن ذكرت أنه في المقام الأول فإنني مسئول أمام شعبي أولاً وثانياً تجاه هؤلاء الذين في الغرب في أوروبا والولايات المتحدة وأماكن أخرى من العالم. ماذا أعني.. أعني أنه إذا حاول شخص ما تحت اسم الديمقراطية ونظام القانون في البلاد أن يختفي ويقول أنها مسألة معارضة وأن يبدأ في تشويه صورة مصر في أي مكان وعند الاستفادة أو في الإدلاء بأحاديث أو بإثارة فتنة في المساجد أو في الكنائس فلابد لي أن أتخذ قراراً. لقد سألتني بخصوص صحفي وأنتم تعلمون جميعاً أنه طالما شوه صورة مصر في الولايات المتحدة وفي مقالاته في أوربا وفي مقالاته في العالم العربي، فلننتظر حتى يجمع المدعي العام كل ذلك وسوف تضعه بعد ذلك أمام العالم بأسره، وسبق أن ذكرت لكم أن شعبي لن يسمح بذلك أبداً.. وأن هذا الشخص لن يحصل على حصانة حتى ولو كان رؤساء تحرير الصحف أصدقائي.

القرار مصري ونحن أصحابه
س: أتساءل بخصوص توقيت التحفظ على هؤلاء الناس، فانه يأتي بعد زيارتك للولايات المتحدة فربما ذكرت هذا للرئيس ريجان وأنه وافق على ذلك؟

الرئيس: أولاً لا يحق لك على الإطلاق أن تسأل هذا السؤال، لأن لا أحد يتخذ القرارات هنا سواي من خلال المؤسسات. وقد نسيت شيئاً هاماً وهو أنني قبل أن أذهب إلى الولايات المتحدة أعلنت أنني سأواجه الأمة بشأن مشكلة هامة هي الفتنة الطائفية، ومنذ 29 عاماً أعلنت الثورة بنفسي، ومنذ ذلك الوقت لم يكن لأي قوة أي قرار هنا لا البريطانيين ولا الأمريكيين. وقد أمضينا 15 عاماً في مواجهة الولايات المتحدة، وأنه لو حدث أنه عندما شعرنا أن هناك خطة بأن الاتحاد السوفيتي يريد أن يفرض علينا إرادته، طردت 17 ألف خبير روسي من البلاد في غضون أسبوع. ولهذا فلا يحق لك أن تسأل هذا السؤال، ولكنني أسف فإنها ديمقراطية.. إن القرار هنا هو القرار المصري، وإذا كان لريجان، أن يناقش مشاكله الداخلية معنا، فربما أفكر أن أناقش مشاكلي الداخلية معه، ولكن لا أحد يحترم مسئوليته ويحترم شعبه ويحترم كرامته وكرامة شعبه يسمح لأي دولة أخرى أن تتدخل في اتخاذ مثل هذا القرار.. دعوني أعلن على الملأ أن هناك شيئاً واحداً يجب أن أذكره عليك، هو أنك أثرت السؤال الذي كان يدور بخلد ما يسمون أنفسهم بالمعارضة في مصر.. لقد مكثت طيلة سبع سنوات وتهاونت معهم.. وكنت أريد أن أقيم نظام الأحزاب المتعددة على أن يكون لهم مبادئ جديدة، ولكن كان الأمر يسوء سنة بعد أخرى، لهذا اتخذت قراري.

س: سيدي الرئيس: قرارك بوقف البابا شنودة هل يمكنك أن تقول أنه قرار نهائي، أم أن هناك احتمال بأن تعيد النظر في هذا؟
الرئيس: ليس هناك شخص أحدث ضرراً بشعبي المسيحي مثلما قام به هذا الرجل، وسوف يدون التاريخ أن هذا هو الرجل الذي حطم شعبي المسيحي، وأنه جزء من شعبي المصري، لأنه جزء من التاريخ، لأنهم هنا في هذا المكان الذي توجد فيه الآن وهو ميت أبو الكوم، فإن نصف الأرض في ضواحي ميت أبو الكوم نصفها للمسيحيين، فهناك قرية تبعد كيلومتراً عن ميت أبو الكوم تسمى "طوخ" ومنذ مئات السنين فانهم ورثوا الأرض، فإن قريتي وشعبي عملوا كعمال على هذه الأرض وكانوا يسلمون خراج الأرض إلى الأقباط، ولقد اقتسموا كل شئ بينهم.. لماذا يبدءوا الآن يثيروا الفتنة ولن يقوموا بمظاهرات وانتفاضات، وأن يصوروا الأمر كله على أنه كما لو كان المسيحيين يعملون على أنهم مواطنون من الدرجة الثانية.. هل يمكنك أن تقول لي من فضلك بدلاً من سؤالك ما إذا كنا سنعير المتشددين أي اهتمام.. أو كان حتى في هذه المنطقة المحدودة في ميت أبو الكوم. انهم شركاؤنا في الحياة.. انهم شركاؤنا في الأرض في الأعمال التجارية.. انهم أصحاب الأرض التي تؤجر للمسلمين.. ماذا سنسمع إذا ما حدث أن كان يسعى عليه هذا الرجل إذا حطم كل شئ.. وكما أقول فإن المسيحيين هم جزء من شعبي وأنني مسئول أمامهم كما أنني مسئول أمام المسلمين.. إنها أمة واحدة.

لا تشابه بما حدث في إيران
س: إن قراراتك سيادة الرئيس ذكرتني بما حدث في إيران في إطار أن المؤسسات الإسلامية استخدمت من أجل النشاطات.. هل ترى أن هناك أي توازن لما حدث في إيران:

الرئيس: ليس على الإطلاق.. دعني أقل لكم هذا.. دعني أذكرك أنني طلبت من الشاه وعائلته أن تأتي وأعطيته وعائلته حق اللجوء، والحماية الكافية الكاملة، وأكثر من ذلك، عندما مات في العام الماضي مضت جنازته من قلب القاهرة، من أكثر أحياء القاهرة ازدحاماً في وضح النهار، على الرغم من أن هؤلاء المتعصبين كانوا هناك، ولم يكن في وسعهم أن يصنعوا شيئاً. ذلك أنه ليس لقوات البوليس الذي ترك الجميع أن يدافعوا عن هذا، ولكن الشعب المصري كان في يقظة جداً. إن الشعب بأسره يشعر بالفخار من أجل ما صنعت لشاه إيران، وإلا ما كنت مكثت على قمة السلطة، إنها أخلاقي وتقاليدنا وأنها لتبدأ من القرية وهي أن أي شخص يطلب منك المساعدة لابد لك أن تساعده على الفور، وخاصة إذا كان عربياً أو مسلماً. لا لم يكن الأمر كذلك لأنه عربي أو مسلم أو مسيحي، ولكن الأمر أن القرآن طالب بل أنه أمر بذلك.. إن هذا هو كنه الإسلام وليس إسلام الخميني، ولكنه في حقيقة الأمر فإنني ما أتعامل معه الآن هو التعصب، وهو الأمر الذي ظهر بعد هزيمتنا في سنة 67، وهو الظاهرة التي كما حدثت تماماً في أوربا بعد الحرب العالمية الثانية، وإننا نواجه هذه الظاهرة من بين الشباب، وذلك كما حدث في أوروبا، وإنني أواجه ظاهرة التعصب من كلا الجانبين، وإنني أحاول أن أعالجها، أن أعالج ذلك كمسئول بالنسبة للسياسيين والصحفيين، لابد أن يعيشوا معي المعركة، لأن كل شئ يذكر خطأ أو يفسر خطأ أمام شعبي، لأن كل هذا بسبب فتنة ولابد من مواجهة، ودعوني أقل بكل ثقة وأنني أعلنها أمام العالم بأسره أن الحكومة ليس لديها ما تخفيه أو تخشاه، وأن الإخوان المسلمين قاموا بمظاهرات قبل الثورة في وقت كان يوجد فيه الملك ويوجد فيه الفساد، ولا يمكنهم أن يحرزوا النجاح. فكيف يمكنهم الآن أن يفكروا في النجاح مع حكومة قوية مثل حكومتي وحكومة المسئولية.. والمؤسسات القوية، فلدينا برلماننا ولدينا تشريعاتنا ولدينا كل هذه المؤسسات، وإنني لم أقم بهذا لأني أخشى على النظام القائم. لقد سمعتموني أقول في البرلمان وأنني أشعر بأسى عميق لأنني لا أريد أن أقبض على هؤلاء الذين غرر بهم من جانب المتعصبين الدينيين، أو جانب الأحزاب السياسية، وإنني لا أسعى إلى القضاء على الأحزاب كما سمعتموني أعلنها في البرلمان، ولكن كل هذا موجود في القانون الخاص بإقامة الأحزاب السياسية، أعني أن ما حدث كان يستوجب حل تلك الأحزاب ، ولكني أبداً لن أطلب ذلك، وهناك زعماء حزب العمل والحزب الشيوعي الذين تلتقون بهم في القاهرة، ويصدرون لكم البيانات التي تطلعون عليها.
س: سيدي الرئيس، ذكرتم أن الديمقراطية لها أنياب أشرس من الدكتاتورية، في أي اتجاه تتجه الديمقراطية الآن؟
الرئيس: نعم قلت ذلك أن الديمقراطية عندما تكون أكثر شراسة من الديكتاتورية، لماذا؟ لأن الدكتاتوري يحاول أن يدافع عن نفسه وعما حوله. أما الديمقراطية فإنها تدافع عن سواد الشعب.. وأنا أقول أن الديمقراطية تدافع عن 99.9% من شعبي ودعونا ننتظر غداً حتى تظهر نتائج الاستفتاء، لذلك فإني أقول أن الديمقراطية ستكون أكبر. ذلك لأنها 99.9% ليس لديهم أي شئ ضد الديمقراطية وأننا نعيش الآن بلداً حراً ويمكنك التحدث إلى أي أحد في الشارع وهناك أحزاب المعارضة وهم الذين يسمون أنفسهم بذلك وهم ليسوا على الإطلاق بأحزاب للمعارضة. فمنذ 29 عاما ثرنا ضد النظام الذي كان قائماً فما هو المستقبل للديمقراطية. إن جميع النقابات والمهنيين والعمال كل جهاز الدولة سوف يعقدون اجتماعاً ليضعوا ميثاقاً للأداء وأن المعارضة لا شك أنها ستكون واحداً من تلك البنود، وأننا سنوافق عليه جميعاً وليست معارضة مثلما هي الآن، معارضة تحاول تقويض الدولة، الدولة التي تعتبر جزيرة الأمان والاستقرار في منطقة تعج بالاضطرابات، إنني لفخور بالرغم من كل ذلك بأننا الجزيرة الوحيدة ومركز الاستقرار هنا. وليس هنا رقابة على أي تقرير ترسلونه من هنا.. ولهذا أطلب منكم أن تجدوا الحقيقة وأن تضعوها أمام شعوبكم، لأني أشعر بالمسئولية أمام شعوبكم، كما أشعر بالمسئولية تجاه شعبي، ذلك لأن شعوبكم في أوروبا الغربية والولايات المتحدة قد ساندتني وساندت قضية السلام وقضية مصر، وأساساً الشعب الأمريكي الذي ساعدنا في افتتاح قناة السويس من أجل رخاء العالم ورخاء مصر، الذين ساعدونا في اللحظة، عندما كنا في موقف وعندما اختار زملائي العرب أن يعزلوا مصر وأن يحاولوا أن يلحقوا الضرر الاقتصادي بمصر. وإنني أقول أنني سأقدم لهم العون في أي مكان كلما أمكن ذلك، ذلك لأن هذه هي تقاليدنا، وذلك لأنها هي مسئولية كل زعيم.

س: هل يمكنك سيادة الرئيس أن تقول إذا كان هناك دليل.. أنه كان بالإمكان أن تكون هناك "زاوية حمراء كبرى" إذا لم تتخذ هذه القرارات.. هل كان يمكن أن تحدث أحداث زاوية حمراء كبرى؟
الرئيس: بالتأكيد، ولذلك فإنني اتخذت قرارات وصفت في وقت من الأوقات بأنها "صدمات كهربائية"، نعم لقد كانت صدمة كهربائية أن أقول لهم.. للشعب المصري.. أنني لن أتهاون أمام الفتنة الطائفية.. أو أي شئ ضد الوحدة الوطنية.

س: سيدي الرئيس لقد ألمحت في خطابك وأشارت الصحف إلى أنه يمكن أن تكون هناك أياد أجنبية في كل ما حدث؟
الرئيس: بودي أن أنتظر حتى يصدر المدعي العام هذا.. دعوني أقل لكم شيئاً إنني أسف أن أقول هذا.. لابد لي أن أخبركم أن لدي جميع المقالات.. لقد قرأت أكواماً وأكواماً من المقالات قبل أن أدلي بخطابي في اليوم السابق.. تقول الأنباء والتقارير العالمية في الولايات المتحدة في 4 سبتمبر 81 أن الهدف الأساسي وراء التحرك الذي قام به الرئيس السادات بخصوص السياسيين والمتعصبين في الدين، فإن البوليس في أوائل سبتمبر قد قام بالقبض على المتعصبين من الجانبين من المسلمين والمسيحيين المتشددين والنقاد، كان المخربون يستخدمون الدين على أنه غطاء لهم ولكن الهدف من تحرك السادات هو تشديد قبضته على المنشقين ولكن تثير التكهنات في الولايات المتحدة وإسرائيل بخصوص الاستقرار في مصر عندما يختفي من المسرح السياسي. إنني أقول لكم هذا وأرجوكم عندما تكونوا معنا هنا أن تكتبوا الحقائق لبلادكم.. وعندما أقول الحقائق فإنكم تعلمونها جيداً.. لقد سمعتموني في 14 مايو هذا العام أقول للمعارضة أن تكون معارضة حقيقية، تتسم بالموضوعية.. إننا نريد معارضة قوية، فحكومتي حكومة قوية.. أثرت هذا في 14 مايو. وإذا كان هناك أي تساؤل بخصوص الاستقرار والأمان فإن هذا يعني أن ما ينقل من هنا لهناك لا يعكس الصورة الحقيقية.. ودعوني أضرب لكم مثلا.. أنتم تذكرون في خطابي في 27 يوليه في جامعة الإسكندرية.. لقد قلت أمامي أن أواجه الأمة بعد أن أعود لأنني تلقيت تقريراً من المدعي العام وأن هناك شيئاً خطيراً لابد أن يوضع أمام الشعب، وذكرت قصة أخرى، إذا كان لكم أن تتذكروا.. فلقد ذكرت قصة البرنامج الذي أعد ليذاع في شبكة التليفزيون الأمريكي "إيه. بي، سي" قبل يوم من وصولي، أو الإذاعة يوم وصولي.. انهم لم يعدوا هذا البرنامج فقط ولكنهم أعلنوا مراسلي الصحف عنه.. سمعتموني يوم 27 أقول أن هذا البرنامج مع بعض الشخصيات المعنية هنا في مصر كانوا يسعون إلى تقديم صورة مصر على أنها غير مستقرة ولا يمكن الاعتماد عليها، وأنه لا يجب على الحكومة الأمريكية أن تكرر ما حدث في إيران، لأن السادات هو الشاه الجديد، وأن مصر ستكون إيران، وأنه ستكون هناك ثورة ضد السادات، وذلك طبقاً لما سبق أن أعلنه هؤلاء الأشخاص الذين يعرفون بالحقد.. عندما أعلنت ذلك لم يكن هذا البرنامج قد عرض وأعلنت ذلك يوم 27 يوليه قبل زيارتي لأمريكا.. حسناً لم يكن البرنامج قد عرض بعد، ولك ن شبكة التليفزيون "أي. بي. سي" فعلت أشياء أخرى، فقد بعثوا إلى صحفي معين هو "ديفيد هيرست" وكلكم تعرفونه وتعلمون أنني طردته من البلاد.. ففي نهاية عام 72 عندما كانت في مصر أيضاً فتنة طائفية بالإضافة إلى الجناح اليميني.. كتب ثلاث مقالات في نهاية 72، يمكنكم أن تقرأوها في "الجارديان"، وفي بداية 73 كتب ثلاثة مقالات في صحيفة "نيويورك تايمز"، والفكرة الرئيسية في الثلاث مقالات التي نشرت في "الجارديان" والثلاث مقالات التي كتبت في "نيويورك تايمز" والموضوع الرئيسي فيها هو أن كل شئ في مصر قد انهار.. وأن مصر قد تصل إلى الصدام، وأن الحكومة غير مستقرة، ولا يمكن الاعتماد عليها بكل التشويه للحقائق عندما كنت أوقع على قرار حرب أكتوبر في يناير 73.. إن الصحفي الذي سألتموني عنه الآن أسرى إلي في مارس 73 وقال لي ما قاله "ديفيد هيرست" وقال أن هذه وجهة نظره، وهو أن كل شئ قد انهار وأن الخبراء السوفيت قد خرجوا وأن الصواريخ تحتاج إلى مهارة فنية إلكترونية عالية.. وهكذا.. ولقد كرر ما قاله ديفيد هيرست في "الجارديان، والنيويورك تايمز" عندما أعلنت ذلك.. هو أنه سيكون هناك برنامج لشبكة "إن. بي. سي"، وهو يصور السادات على أنه الشاه الجديد، ولقد طبعت هذه الصورة وفكرة هذا الصحفي.. ثم قاموا ببرنامج آخر وهو يؤكد لكم ما سبق أن قلته لكم.. لقد أرسلوا إلى بيروت لنفس "ديفيد هيرست" وسألوه عن أمر السادات ومصر، وكرر ديفيد هيرست كل كلمة قالها في المقالات الست في الجارديان والنيويورك تايمز كمراسل من قبل. وهذه هي الشرائط الخاصة بـ"أي. بي. سي" وسوف أقدمها إلى رئيس هيئة الاستعلامات لكي تطلعوا عليها، لأن الراسل مراسل الـ "أي. بي. سي" ديفيد هيرست هنا في هذه البلاد ولا يمكن لأحد أن ينكر أن هذا هو المسئول.. وأود أن أتوجه إليكم بسؤال، لماذا يشوهون صورة مصر في أكثر الدول صداقة لنا وهي الولايات المتحدة التي تقدم إلينا مساعدة جليلة حتى هذه اللحظة.. لهذا فإنني تقدمت بتسهيلات للولايات المتحدة لإنقاذ الرهائن.. وتقدمت بتسهيلات للحكومة وذكرت للكونجرس ومجلس الشيوخ خلال زيارتي الأخيرة أنه يمكن للولايات المتحدة أن تحصل على تسهيلات من مصر، وإذا حدث أي شئ في أي دولة إسلامية حتى ولو كان ذلك في إندونيسيا، وأرادت الولايات المتحدة أن تتخذها. انهم يريدون أن يخبروا الرأي ال ع ام الأمريكي. لقد كشفت بنفسي البرنامج الذي أخبرتكم عنه، وتم إلغاؤه، وذكرت لكم المقالات التي كتبها "ديفيد هيرست" وكان يجب أن يذاع كل هذا قبل أن أصل أو يوم وصولي..

          هذا العمل الذي كتبه "وليام سافاير" المنشور في نيويورك تايمز يوم الأحد 6 سبتمبر، أنا في سبتمبر الآن، واليوم 9 سبتمبر، إن كل ما تم ترتيبه سواء في البرنامج أو مع ديفيد هيرست الذي سبق أن أعلنت عنه والذي تم ترحيله بعد ذلك، هو من أجل تشويه صورة مصر وصورتي.. دعوني أقرأ لكم ماذا.. ماذا كتب.. في برقية من الشرق الأوسط تشير إلى أن التوتر يشتد بين المسلمين والمسيحيين في مصر بواسطة الدكتاتور.. ذلك لأنهم يسعون بكل الوسائل إلى تشويه صورتي، فهم يطلقون علي اسم الدكتاتور، وانظروا هنا إلى الصفة.. كلمة مظلم أي الدكتاتور القوي، وأنه قام بالقبض على معارضيه من أجل القضاء على الفتنة الطائفية.. وهم يدعون أنني أرسلت قوات البوليس للقضاء على معارضي.. إنني أخبركم بما كتب هنا وأنا لا أخاف من أي شئ.. وإني أقرأ لكم ما كتب هنا، وإنني أريد أن يعلم العالم جميعاً.. أنكم تعيشون بيننا.. هل نمنعكم أن تخرجوا خارج القاهرة.. كما هو الحال في موسكو؟ هل أنتم ممنوعون من التقابل مع أي أحد والتحدث إليه؟ اسألوا كل رجل في الشارع من الصعيد حتى الوجه البحري، إذا كان يشعر أحد بأية مخاوف.. إذا كان أحد يشعر أن هناك إهداراً أو دكتاتورية، ثم أرسلوا بعد ذلك ما تسمعونه من شعبي.. ولكن إنني أسمي هؤلاء الذين تم القبض عليهم، سواء من المسيحيين أو المسلمين أنهم خونة، وأن السياسيين الذين لا يعرفون الفرق بين قضية البلاد وقضية الحزب بأنهم خونة.. إن مصر دكتاتورية.. وفي حالة المستر السادات لأنه رجل دولة، ولكن الدكتاتور يسعى إلى القضاء على المعارضة، ولا يمكن وإذا كان الرئيس السادات في الحكم لمدة عام آخر فمن سيأتي بعده..

          لقد ذكرت لكم الفكرة الرئيسية من وراء تسميتي بالشاه الجديد.. وذكرت السبب الذي من أجله أعلنت استعدادي لأن أقدم تسهيلات للولايات المتحدة لكي تصل إلى أي دولة سواء في العالم العربي أو العالم الإسلامي، من أجل مساعدة أي دولة. ولقد قدمت مساعدة للولايات المتحدة لإنقاذ الرهائن، ولقد قام إخوانكم هنا بمناورات، ولكن الفكرة الرئيسية التي كان يسعى لها هذا الصحفي الذي سألتموني عنه هي أن أتهم بأنني الشاه رقم 2.

          إن هذا الفساد الذي يدعيه الصحفي.. دعونا نفترض ما هي السياسة التي يمكن أن تخدم أغراض الولايات المتحدة، هكذا يقول المحرر في المنطقة. وان جميع المصادر التي تقدم للرئيس السادات فإنها تصل إلى شعبه. هكذا يقول المحرر الذي كتب المقال.. فلابد أن نقدم للرئيس السادات المعدات العسكرية التي يحتاج لها حتى يكون على استعداد للدفاع عن بلده ضد ليبيا، وحتى لا يستخدم هذه المعدات ضد معارضيه بالداخل.. هكذا يقول المحرر الذي كتب المقال.. وذكر الرئيس السادات أنه لم يقدم للولايات المتحدة قواعد.. كما كتب هذا الصحفي.. ولكنه قدم مجرد تسهيلات كما سبق أن أعلن ذلك.

          ولابد من التقرب من المملكة العربية السعودية، حيث أنها تشكل عنصراً في استراتيجية المنطقة.

          ولقد قرأت عليكم بكل صراحة.. وأكرر هنا أن هذا ليس اتجاه الحكومة الأمريكية.. ولكن هذه الاتجاهات من جانب هؤلاء الذين يحاولون الاصطياد في المياه العكرة.. وانم يصفونني بالديكتاتورية.. وأنني ديكتاتور كريم.. وأني أود أن أوضح حقيقة ما بين مصر والولايات المتحدة.. إن الصحفي الذي سألتموني عنه.. قد قام ببعض المواقف السلبية في الولايات المتحدة، وبعد طباعة المقال أرسله إلى مصر.. ولكن إن هذا الرجل الذي كتب هذا المقال في الولايات المتحدة هو هنا وسوف يحقق المدعي العام في كل هذا ويقول في مقاله أننا نستبعد الاتحاد السوفيتي، وهذا أمر مؤسف له والمادة المكتوبة لا يمكن إخفاؤها على الإطلاق. فلقد سبق أن قلت الحقيقة القائمة بين مصر والولايات المتحدة لا تزال تكمن فيما توصلت إليه مع حكومة ريجان.. إننا يداً بيد نشعر بالامتنان تجاه الولايات المتحدة، فلقد ساعدونا في افتتاح قناة السويس.. وفض الاشتباك الأول والثاني.. وعملية السلام.. وكامب ديفيد.. والاتفاق بين مصر وإسرائيل.. وبناء قاعدتين جويتين في إسرائيل حتى يمكنهم أن يسلموا القاعدتين المصريتين في سيناء. وإني أكرر ذلك فإنني أطلب منكم أن تكون هذه اللغة التي تسود وليست لغة التآمر. شخص حاول أن يشوه العلاقة بين مصر وإسرائيل، وأنه ينعي الديمقراطية. لقد بدأنا التحول من النظام الاستبدادي إلى نظام الأحزاب المتعددة.. وفي البرتغال حتى هذه اللحظة، فإن البلاد لا تشعر بالاستقرار.. ولقد عاشت البرتغال عامين كاملين في حالة فوضى، ذلك لأنهم لم يعرفوا كيف يحولون النظام الاستبدادي إلى نظام ديمقراطي.. إنني واحد من هؤلاء الذين قاموا بالثورة، وأنني أعلنتها من الإذاعة آنذاك.. فلقد قمت بالتحول من النظام الاستبدادي إلى النظام المتعدد الأحزاب.. لقد أخطأت المعارضة.. ولكنني لم ألغ أي حزب.

          يؤسفني أنني كنت منفعلاً عندما أجبت على السؤال الذي وجهه الصحفي الذي سألني ما إذا كنت قد حصلت على موافقة من ريجان؟.. لكني أقول أنها ديمقراطية. وأن ما أعاني منه ما يسمون أنفسهم المعارضة.. أرجوكم اكتبوا لشعوبكم الحقائق.. ليس لدينا في مصر معارضة ولكن لدينا حاقدون.. انظروا ما يقولونه.. اسألوهم.. وأنتم تعلمون أنه لا رقابة على ما تكتبون.. ولكن اكتبوا كل شئ لشعوبكم، ولكن قولوا لهم الحقائق.. قولوا لهم أن الحاقدين يقولون هكذا.. يقولون هذا.. قولوا لهم كل شئ.. ولكن لا تنقلوا لشعوبكم في أوروبا الغربية والولايات المتحدة الحقائق المشوهة التي تصدر عن الحاقدين.. هذا البرنامج الذي يحاول تشويه صورتي.. وصورة مصر، كما سبق أن ذكرت.. لقد ذهبوا إلى ديفيد.. وكتبت مقالات كلها مليئة بالأكاذيب.. لأن ما حدث في عام 1973 عندما كتبت ثلاثة مقالات في الجارديان فإن العكس تماماً حدث، فإن الاستقرار هو الذي منع الحرب.. ولا يمكن للحرب أن تنجح في بلد لا يسود فيه الاستقرار.. حقيقة أن ما وصفته على أنه انتفاضة حرامية التي حدثت في يناير 1977.. هل إذا كان الوضع كما سبق أن ذكره هؤلاء الحاقدون؟ هل كنت أذهب إلى القدس من أجل السلام ومن أجل إقامة نظام جديد في العالم. كما هو الحال في أيامنا هذه.. إنني أطلب منكم أن تقولوا الحقائق لشعوبكم.. لن نفرض رقابة أو أي نوع من الرقابة عليكم.. ولكن اذكروا الحقائق أننا نتقابل سوياً لأننا نحتاج كل منا الأخر في هذا العالم الذي يضج بالقلاقل، وأن لنا من العلاقات مع الولايات المتحدة والكونجرس ومجلس الشيوخ ومع الشعب الأمريكي الذي أعجب به حقيقة.. والذي أعتبر نفسي أنني مسئول أمامه كما هي مسئوليتي أمام شعبي.. وعليكم أن تقولوا الحقيقة ولا شئ غير الحقيقة لشعوبكم.

--------------------


(*) المؤتمر الصحفي الذي عقده السادات بميت أبو الكوم في 9 سبتمبر 1981 (المصدر جريدة الأهرام بتاريخ 10/9/1981)