إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملحق الرقم (6)

كلمة الرئيس السادات في لقاءه مع ضباط الشرطة (*)
16 مايو 1971

          الحقيقة أنا عايز أتكلم معاكم زي ما أتكلمت مع الشعب بمنتهى الصراحة وأحط قدامكم الصورة كاملة. أنا يوم ما حسيت إن فيه تآمر بيجرى على الشعب بالذات قدامكم ها أقول سر ماقلتوش لغاية النهاردة. في آخر ليلة أجتمعت فيها مع المرحوم جمال ـ الله يرحمه ـ وكان في بيتي في الهرم ـ ما اعرفش أيه المناسبة اللي فتحت موضوع أنه اللي حايجي بعد عبدالناصر دا حايعمل أيه وكان جمال وأنا مسلمين بحقيقة أن أنا حاموت قبله أنما أحنا قاعدين نتكلم على مين اللي حاييجي بعد عبدالناصر وحايعمل أيه ويملا الفراغ أزاي

سر لأول مرة
          والحقيقة كانت مناقشة كنا بنبحث فيها ـ ماكاناتش مناقشة بمعنى كان إحساس وكان إحساس الله يرحمه جمال أنه هايكمل المعركة وأنه بيخرج من هذه المعركة بأمان وسلام وبعد ذلك هو كان ناوي أنه بعد ما يخلص البلد من آثار العدوان. أنه حايقول للشعب أنا لازم ارتاح وأبتدي أقدم قيادات جديدة للشعب وهو قاعد وفي حياته .

          قعدنا نضحك ونقول مين اللي حايجي ده وازاي الشعب حايقابله ويقارن بين جمال عبدالناصر وبين اللي حايجي بعده ـ باذكر ـ ده آخر حديث في بيتي واحنا قاعدين ودي أول مرة باحكيها للتاريخ.

          من خلالكم انتم ـ يارجال الأمن يارجال البوليس ـ بانقل للشعب الكلمة القاسية اللي قالها عبدالناصر ـ عبدالناصر قال في هذا اليوم نفسه ـ أنا مش عايز حد يجي بعدي يذل الشعب أبدا أبدا وكان في هذا بكل انفعاله ـ بكل اعصابه مايجيش حد بعدي يذل الشعب أبدا..

          النهاردة لما لقيت المؤامرة اللي كانت موجودة ندهت لممدوح ـ وأنا عارف قيمة ممدوح عندكم كضابط بوليس ـ وبصراحة حكيت له كل التفاصيل وقلت له يا ممدوح أدى المعركة أهي ـ والله يا ممدوح مانا عايز أحرجك أبدا إذا كنت بتمشي معايا والله ما باعرف الموقف حايتطور لأية

          إنما أنا مش متراجع أنا حا أكملها مهما كان الثمن يا ممدوح ـ قاللي ـ أنا والبوليس ـ وأنا بتكلم عن البوليس بثقة إحنا مع الشعب وراك نقف في نقطة ثابتة مهمة باكلمكم عليها كأبنائي تماماً. إخوانكم في القوات المسلحة قاعدين على الجبهة في الخنادق بقالهم 4 سنين معتمدين على جبهة داخلية تماسك الجبهة بتاعتنا هنا اللي هي تساوي تماماً جبهة القتال جبهة القتال انتم. تماسك الجبهة بتاعنا هنا لي هي تساوي تماماً جبهة القتال جبهة القتال. انتم. انتم المسئولين عنها. أنا في انشاص زي ما قلت في حديثي ـ وفي انشاص قلت ولادي سامعني لاني أمرت أن كل الضباط على الخط في الخنادق وفي كل مكان يسمعوا كلامي ويحطوا لهم راديوهات ويسمعوا خطابي وقلت في خطابي سامعني ولادي دلوقتي. أنا قلت في انشاص أن اللي حايحاول يشل الجبهة الداخلية أنا حا أفرمه ـ واستعملت كلمة حا أفرمه وأننا الـ 24 مليون واقفين وراكم بأولادنا. بصوا قدام على معركتكم مع اليهود. ماتبصوش ورا أبداً وأنا واقف ورائكم. كنت باقول هذا وأنا ثقتي فيكم كاملة. الشرطة ليست عدوة للشعب ـ لا ـ أنا باقول هذا وكنت واثق أن الشرطة هي الأمين وهي اللي حاتقف معايا علشان نحافظ على وحدتنا الوطنية وعلى وحدة الجبهة بتاعتنا ونأمن ولادنا وهم بيواجهوا العدو بتاعنا.

المتطوع ضابط بوليس
          زي ما قلت لكم للانصاف وللتاريخ ـ ممدوح ـ ما ترددش أبدا لا باسمه ولا باسمكم لكن فيه حقيقة لأزم يعلمها الشعب النهاردة وانتم جايين عندي ـ حقيقة لازم يعلمها الشعب ويفخر بيها ـ أمبارح الشعب عبر عن شعوره كله. الضابط الصغير اللي تطوع ييجي علشان يجيب الأشرطة وعلشان ينقذ بلده وقال أنا ما لي مطالب وما لي شئ ولا أنت تعرفني ولا عاوز حاجة؛ الضابط الصغير ده ضابط بوليس علشان كده أنا سعدت جداً انكم جيتو تجتمعوا بي النهاردة والتقي بيكم وأقول لكم أنني ثقتي كاملة في ممدوح وزيركم وثقتي كاملة فيكم فرداً فرداً كل فرد منكم لازم يكون آمن على حياته ومستقبله علشان يؤمن الشعب على حياته ومستقبله. أنا عايز الأمن والطمأنينة. تقرير ـ زي ما حكيت في خطابي ـ تقرير أنا ما باخدش بيه. لكل واحد الحق أنه يدافع عن نفسه إذا جه فيه اي تقرير ورد.

          لن يكون مصير أي حد معلق بتقرير أو بكلام ـ لا ـ كل إنسان لازم يدافع عن نفسه ويعرف هو أيه علشان كده كلنا نحس بالأمن والطمأنينة وتعكسوها على جماهير شعبنا كلها ـ لأني عايز شعبنا الصلب اللي عمل 9 و10 وعمل 15 مايو امبارح عايزكم تخلوه يحس بالأمن والطمأنينة دائماً.

معركة بقاء وحياة
          قبل كل شيء وفوق كل شيء المعركة ولا صوت يعلو على صوت المعركة أبداً. وزي ما قلت أنا في خطابي ـ زوبعة في فنجان ومرت وانتهت. بيكم بشعبنا كله اللي قال ارادته امبارح بإذن الله حانكمل معركتنا وبإذن الله حاننتصر برغم كل التضحيات اللي جاية وبرغم أن احنا حانفوت بأوقات عصيبة ومريرة ـ ما انكرش عليكم وما اقللش من الخسائر اللي حانتحملها أو التضحيات اللي حانقدمها. ما نقللش منها أبداً.

          أنا بأكلمكم بصراحة دي معركة بقاء ومعركة كرامة ومعركة استقلال واحنا في دي بنقدم الثمن مهما كان لكن با أكد لكم رغم كل ما حاتصادفه في هذه المعركة أننا بعون الله سننتصر بعون الله ـ أنا سعيد انكم جيتوا النهاردة علشان أقول لكم إذا كان حد من الكبار غلط ففية مفتاح الموقف كله كان ضابط صغير من البوليس هو اللي جه وقال الحق مصير البلد. باقول لكم أن ثقتي فيكم كاملة وأن اخوانكم اللي على القنال سايبين عائلاتهم وسايبين جبهتهم الداخلية هنا أمانة عندنا أحنا. أنا ها اشتغل بمين ـ بيكم ـ أمنوا الجبهة الداخلية. حافظوا على سلامة وحدتنا الوطنية. ثقتي فيكم كاملة. وإنشاء الله سننتصر ونبني دولتنا الجديدة اللي بحس كل إنسان فيها إنه حر ومؤمن في بيته وعلى يومه ومستقبله وما يحسش بتهديد أبداً.

وحدة الجبهة الداخلية
          بدعوا الله سبحانه وتعالى أن يوفقكم وتؤدوا مهمتكم في الجبهة الداخلية اللي هي توازي تماماً جبهة القتال اللي على القتال وباضع فيكم ثقتي كاملة ولكم أن تفخروا وليسمع الشعب من خلال اجتماعكم بي النهاردة أن اللي صحى وجه الساعة واحدة بالليل علشان يقول الحق ضابط بوليس صغير. ادعو الله لكم بالتوفيق وأن تضعوا انفسكم دائماً في خدمة الشعب من أجل انجاز المعركة ومن أجل بناء الدولة الجديدة إنشاء الله ـ من أجل أبنائنا وأحفادنا اللي جايين من بعدنا عشان نؤدي واجبنا أمام الله وأمام ضمائرنا ـ وفقكم الله والسلام عليكم ورحمة الله.

------------------------


(*) الأهرام اليومي بتاريخ 17 مايو 1971