إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



كلمة الرئيس أنور السادات في اختتام المؤتمر القومي للاتحاد الاشتراكي العربي، 26  يوليه 1971
المصدر: "قال الرئيس السادات، الجزء الأول 1971، السكرتارية الصحفية لرئيس الجمهورية، ط 1980، ص196 - 197"

         بسم الله

         أيها الإخوة المواطنون أعضاء المؤتمر القومي:

         ونحن نختتم أعمال مؤتمرنا، لابد لى من كلمة ولاء باسمكم جميعا الممثلين لشعب مصر العربى، أتوجه إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفييتى، وإلى الشعب السوفييتى البطل، بأخلص الشكر والعرفان على ما قدموه لنا من مساعدات استطعنا بها، وكما قررت سابقا أمام مجلس الامة أنه بغير هذه المساعدات كان من الصعب علينا أن نصمد هذه السنوات الأربع في مواجهة هذا العدوان الصهيونى المدعم بالمساعدة الكاملة من الولايات المتحدة الأمريكية.. قدم لنا الاتحاد السوفييتى هذه المساعدة شريفة. وبلا قيد ولا شرط، من أجل ذلك فاننى أنتهز هذه الفرصة، وبيننا الرفيق بونا مارييف سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفييتى لكى أحمله إلى اللجنة المركزية للحزب الشيوعى السوفييتى، وإلى الشعب السوفييتى البطل، وإخوتي قادته، أخلص تحيات العرفان، وأقول لهم أيضا شعب لن نفرط فى حق ولا فى شبر من أرضنا، ولن ننسى الصديق الذى يقف معنا فى وقت الشدة. أبدا. وأقول لهم أيضا إننا شعب يحفظ الجميل، وشكرا لهم وشكرا لهذا الوفد الذى شاركنا احتفالنا فى هذا المؤتمر القومى..

المؤتمر القومي انطلاقة عظيمة
تجدد شباب ثورة 23 يوليو

         ولقد حملتم أيها الاخوة أمانة، وأنجزتم عملا، ورسمتم طريقا، وكنتم عند حسن ظن وطنكم باختياره الحر فى موضع السلطة العليا من هذا الوطن.. ان الايام الاربعة التى باشرتم فيها دور الانعقاد الأول لمؤتمركم القومى كانت أساسا لانطلاقة عظيمة تجدد شباب ثورة 23 يوليو، وتؤكد  دورها الرائد فى تطوير حياة الانسان العربى، وتعلى القيم العالية والعديدة التى حملها النضال الوطنى المصرى والقومى أجيالا بعد أجيال، يحاول أن يجد لها منفذا إلى التحقيق ومكانا تحت الشمس. إنكم بوجودكم وبعملكم في هذه القاعة كنتم رمزا للحركة الحية المتدفقة للمبادئ وللقيادات وللمراحل المتعاقبة والمتصلة من كفاح شعب عظيم، كنتم هنا رمز عملية تصحيح، وعملية تجديد، وعملية استمرار في نفس الوقت.

         ولقد ناقشتم هنا وفى اللجان سياسة، وخطط، لمختلف نواحى عملنا الوطنى على كل الجبهات الداخلية والعربية، والدولية، ما بين العلم والإيمان، ما بين المعركة والبناء، ما بين الأمل والإرادة، ولكم فيما اعتقد وفيما أظن أن أمتكم تعتقد أن تفخروا بجهد مشكور، له بإذن الله نتائجه، ولقد أعطيتم دعماً إضافيا لطاقة أمتكم فى ظرف من ظروف نضالها صعب ودقيق. فأجزاء من أرضها ما زالت تحت وطأة العدوان والأمة ما زالت واقفة فى الميدان. حاملة سلاحها. والأخطار من الداخل لا تقل في أضرارها عن أخطار الخارج، ولقد أثبت ميثاق طرابلس بوحدة العمل بين الجمهورية العربية المتحدة، والجمهورية العربية الليبية، والجمهورية العربية السورية، أن هناك إرادة عربية موحدة، ومع أن هذه الارادة العربية الموحدة تتصرف بوحى من ضمير الأمة العربية كلها، فإننا يجب أن نسلم بأن هذه الارادة الموحدة: هى برغم ذلك إرادة جزئية، ولنا أن نحلم ونتحرك ونعمل لليوم الذى تصبح فيه على الأرض العربية، وبمشيئة كل شعوبها الحرة إرادة واحدة شاملة كاملة لها الكلمة العليا، ولها الكلمة الوحيدة فى مصائر هذه الأرض ذات الحضارة وذات التاريخ وذات النضال وذات المستقبل.

         أيها الإخوة والاخوات أعضاء المؤتمر القومي:

         إن عملكم الذى تحملتم أمانته ومسئوليته لا ينتهى هذه الجلسة، لقد بدأتم هنا مقدمته، ولكن بقيته والجزء الأكبر منه هناك وسط الجماهير، وفى مواقع عملها وحياتها، لأن عليكم الواجب العظيم والمقدس فى المشاركة في تحويل كل ما قلناه هنا إلى واقع يشعر به الناس ويرونه رأى العين. وكما قال لنا جمال عبد الناصر في مرة من المرات الأخيرة التى تحدث فيها إلى الأمة، فإن جماهيرنا سئمت الكلام وأصبح شعارها "لا تقل لى شيئا ولكن دعني أرى" ..

         وها أنتم تحملون هذه الأمانة بالعمل لا بالقول، بالمشاركة لا بالسلبية، بالخدمة لا بالسلطة، ولقد انتخبتم اليوم لجنتكم المركزية، وأثق أنها ستؤدى دورها وفق ما رأيتم وقررتم، وأثق أنها ستكون قوة دفع للعمل الوطنى المخلص الصادق الأمين، وأثق أنها سوف ترسي من التقاليد ما يصوغ الحياة السياسية في وطننا ويحميها من أى عبث..

المبادئ.. والأخلاق

         إنكم تذكرون وليس لكم أن تنسوا أبدا ولو للحظة من اللحظات، أنكم في هذه القاعة تسلمتم الزمام من ثورة 23 يوليو، ولم يعد لها غيركم قيادة، ولم يعد عليها دونكم وصاية، فلا يجب أن تتركوا حجابا أو حاجزا يعوق صلتكم المباشرة واليومية بالجماهير، وان ذلك سبيلكم إلى شرف خدمتها، وهو في نفس اللحظة مبرر تصديكم لشرف قيادتها، بالديمقراطية الحقة.. وبالتفاعل الحر بين قوى الشعب العاملة، وفى جو المبادئ والأخلاق الذى لا يعرف التآمر ولا يعرف التسلط ولا يضع في اعتباره إلا المصلحة العليا للشعب وللأمة وآمالها الحقة والعادلة..

سنة حاسمة

         أيها الإخوة والأخوات:

         تبقى نقطة هامة استأذنكم فيها أن نصل بهذا المؤتمر إلى ختامه، هذه النقطة هي إنني قلت أمامكم والتزمت أمام شعبنا  

<1>