إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

     



خطاب الرئيس أنور السادات أمام مجلس الشعب حول أزمة الشرق الأوسط والعلاقات بالاتحاد السوفيتي

خطاب الرئيس أنور السادات، رئيس جمهورية مصر العربية
أمام مجلس الشعب حول أزمة الشرق الأوسط والعلاقات بالاتحاد السوفيتي

القاهرة، 14 مايو 1972
جريدة الأهرام، القاهرة: 15 مايو 1972

بسم الله،

السيد رئيس المجلس أيها الأخوة والأخوات أعضاء مجلس الشعب

        إن هذا اليوم يمثل بالنسبة لهذا المكان فوق هذا المنبر وتحت هذه القبة معنى لا يجدر به أن يضيع في زحام الأيام وقيمه لا يجب أن ننساها مهما تزاحمت الحوادث وتوالت بعضها في أعقاب بعض.

        في مثل هذا اليوم أخذ ممثلو الشعب زمام المبادرة بأيديهم وارتفعوا إلى مستوى مسؤولياتهم ثم عزلوا من بين صفوفهم جماعة استغلوا الاشتراكية، وحجروا على الحرية، وتصدوا مناوئين ومتآمرين على قضية الوحدة.

        وما أبعد الاشتراكية عن الاستغلال بكل أنواعه السياسية والمادية.

        وما أبعد الحرية عن كل دعاوى الحجر والوصاية على الديموقراطية.

        وما أبعد الوحدة عن الذين وقفوا يمسحون بأعلامها كشعارات وهم ضد طريقها إلى حد العداء والتحريض والجريمة.

        لكن وقفة في هذا المكان، فوق هذا المنبر وتحت هذه القبة أعادت الحق إلى مكانه وأكدت للمبادئ كرامتها وأعطت للأهداف العظيمة لثورة 23 يوليو دفعة هائلة على المسار السليم.

        ولقد أردت - أيها الأخوة والأخوات - من هذا المفهوم أن تكون تحيتنا لهذا اليوم من هذه القاعة تقديراً وتذكيراً بأنه في مثل هذه الأيام قبل عشرين سنة كانت ثورة 23 يوليه تصك ضمن أهدافها الستة المشهورة هدف إقامة حياة ديموقراطية سليمة.

        ولقد كان هذا الهدف - أيها الأخوة والأخوات - من أغلى أهداف الثورة دواما. ولكن هذا الهدف كان معرضاً في كثير من الظروف للاحتكاك بعوامل متعددة بعضها طبيعي اقتضته الظروف وبعضها مفتعل اقتضته الأهواء.

        من ناحية الأسباب الطبيعية فان هذا الهدف كان قد تعرض لعاملين:

<1>