إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء

 



الملحق الرقم (11)

الرسالة التي وجهها السيد الرئيس لبريجنيف
في 30 أغسطس 1972 (*)

الصديق العزيز الرئيس ليوند بريجينيف
                               السكرتير الأول للحزب الشيوعي السوفيتي

          أكتب إليك شخصياً لثقتي في مشاعرك الصديقة التي لمستها بنفسي خلال لقاءاتنا المتعددة لعلنا نخرج من الدائرة المفرغة التي تجتازها العلاقات بين البلدين والتي أصبحت تتسم بسوء الفهم الذي أحس أنه سيتفاقم إذا لم تتضح الأمور.

          لذلك سيكون رائدي في هذا الخطاب الصراحة التامة مهما كانت حتى نكون على علم بوجهة نظرنا كاملة بعيداً عن أي تحليلات مشبوهة أو مؤثرات مفتعلة.

          إن تجربتكم في الحرب العالمية الثانية مازالت ماثلة في أذهاننا، فقد رفضت الشعوب السوفيتية الاحتلال النازي ولم تستطع صبراً على استمراره، وحاربت بشجاعة وقدمت كل التضحيات من أجل تحرير الأرض ولم تبخل بشيء من أجل الحفاظ على كرامتها، ومن ثم فليس غريباً أن يكون الشعب العربي في مصر هو الآخر حريصاً على تحرير أرضه مستعداً لتقديم كل التضحيات في هذا السبيل مهما بلغت.

          ومن هنا في تقريري يجب أن تكون نقطة البدء الصحيحة.

          من أجل ذلك فإنني أجد أن واجب الحرص على صداقتنا يقتضي أن أبدأ هذه الرسالة من حيث انقطع الحوار بيننا بعد آخر مقالبه في أبريل سنة 1972 لكي ادخل في صلب الموضوع الذي أدى إلى هذه الوقفة ليننا لعلنا نستطيع أن نكمل هذا الحوار ونصل إلى جوهر المشكلة، فإذا استطعنا التفهم لوجهه نظر كل منا أمكن معالجة كل الظواهر الأخرى.

لعلك توافقني أيها الصديق العزيز على أنني كنت حريصاً أشد الحرص على استمرار صداقتنا ودعمها في جميع المجالات، ومن ثم كانت زياراتي الأربع لموسكو في مارس وأكتوبر 1971 ثم فبراير وأبريل من العام الحالي، ولقد كان الموضوع الأساسي في جميع هذه اللقاءات هو بحث مشكلة العدوان الإسرائيلي والخطوات التي يلزم أن نتبعها لتحرير الأرض.

          وهنا أرجو أن تسمح لي أن أذكرك أنني كنت حريصاً في جميع اللقاءات التي تمت مع القادة السوفييت برئاستكم على تأكيد مبدأين رئيسين:
أولهما ... أننا لا نريد أن يحارب معركتنا أحد غير جنودنا.
ثانيهما ... أننا لا نريد ولا نسعى إلى أن تكون معركتنا سبباً في مواجهة بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة لما يعنيه ذلك من كارثة للعالم كله، وأنني كنت أقول بالحرف الواحد أن من يسعى إلى ذلك مجنون بلا شك.

          ولقد كان الرأي الذي اتفقنا عليه في لقاءاتنا وخاصة في اللقاء الأخير في أبريل سنة 1972 هو أن إسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة لن يتحركا لتحقيق حل للمشكلة سواء كان سلمياً أو غير سلمي إلاّ إذا أحست إسرائيل بأن قوتنا العسكرية أصبحت قادرة على أن تتحدى التفوق العسكري الإسرائيلي وعندئذ فقط ستجد إسرائيل وأيضاً الولايات المتحدة أن مصلحتها الوصول إلى حل للمشكلة.

          وفي مناقشاتنا المتكررة كنت أذكر أن يكون لدينا سلاح للردع، يجعل العدو يتردد في ضرب عمق أراضينا كما فعل في الماضي عندما يعلم أننا سنكون قادرين على الوصول إلى عمق أراضيه.

          وكان واضحاً ولا يزال أننا بدون توفر سلاح الردع فلن نكون قادرين على التحرك عسكرياً وبالتالي فلا حاجة تدعو إسرائيل إلى أن تغير من موقفها المتعنت بالنسبة للوصول إلى أية تسوية للمشكلة.

          من هنا كانت رسالتي لك مع المارشال جريتشكو الذي زارنا في مايو سنة 1972 قبل اجتماع موسكو بأيام، وقد عملت من جانبي على أن تنجح زيارته على أروع صورة، ووافقت على إصدار البيان الذي أتى به من موسكو، وكان هذا البيان ينص على أن الطيارين المصريين قد استخدموا الطائرات الأسرع من الصوت ثلاث مرات (ميج 23) وأن قاذفات مقاتلة جديدة قد استخدمت في مصر.

وكان هذا كله غير صحيح ..

          ولكنني وافقت على إصدار ما صدر لكي تنجح الزيارة كما قلت، ولأنني كنت أعرف أهداف الزيارة السياسية خاصة قبل اجتماع موسكو بأيام، وأردت كصديق أن يكون حديثكم في موسكو من موقع القوة.

          ولكنني في نفس الوقت حملت المارشال جريتشكو رسالة محددة لك عما يجب أن يكون عليه تصرفنا بعد اجتماع موسكو، لأن التكهن بنتائج اجتماع موسكو بالنسبة لمشكلتنا لم يكن لغزاً ولا معضلة، وحددت 31 أكتوبر 1972 نهاية لما يجب أن ننجزه في هذه الفترة، وهي فترة تكفي بالكاد لكي نكمل استعدانا لجولة ما بعد الانتخابات الأمريكية، وكما أبلغت المارشال جريتشكو فأننا في حاجة إلى كل ساعة وكل دقيقة إلى ذلك التاريخ حتى ننجز ما هو ضروري لدخول الجولة الجديدة من أرض صلبة.

          حين أبلغني سفيركم برسالتكم عن نتيجة اجتماع موسكو يوم يونيه، أي بعد الاجتماع بحوالي العشرة أيام، لم يكن هذا جديداً ولا مستغرباً لنا، وأرسلت لك في نفس اليوم رسالة محددة في نقاط سبع أكدت فيها رسالتي لك مع المارشال جريتشكو وبتحديد وألححت أن لا نضيع الوقت إلى 31 أكتوبر فكل دقيقة لها ثمن.

          وفي هذه الرسالة تجدون أنني طلبت رسمياً حل مشكلة القيادة والسيطرة فوراً فلا يعقل أن تكون هناك وحدات سوفيتية في مصر ولا تخضع للقيادة المصرية.

          بعد شهر كامل وبعد إلحاح منا مرة عن طريق رئيس الوزراء ومرة عن طريق وزير الخارجية، جاءت رسالتك لي التي تسلمتها في 8 يوليه، علماً بأنني كما أخطرتك من قبل كنت أحسب اليوم والساعة والدقيقة.

          وكانت رسالة مخيبة للآمال لأنها تجاهلت بالكامل كل ما سبق أن أرسلته لك سواء مع المارشال جريتشكو أو في 6 يونيه، ولكنها أكدت لي حقيقة هي أن هذا الأسلوب في التعامل والتجاهل لأوضاعنا ومعركتنا ينبع من عقلية عانينا منها طوال السنوات الخمس بعد العدوان، وحاولت أنا مراراً طوال سنة ونصف أن أنبه إليها ولكن بدون فائدة.

ومن أجل هذا رفضت هذه الرسالة ورفضت أيضاً الأسلوب، وكان لنا من وقفه كأصدقاء نحدد فيها مواقفنا بصراحة.

          وأود أيها الصديق أن ألخص لك انطباعاتي في تلك الفترة، لأن من حقك كصديق أن تعرف مبررات قراراتي.

          الأزمة متجمدة ولا توجد طرق متاحة للتحرك.

          الإدعاء الأمريكي يتصاعد حتى بعد اجتماع موسكو بقدرة الولايات المتحدة وحدها ووحدها فقط على الحال ...

          إسرائيل تزداد عربدة في المنطقة العربية بلا رادع ...

          البيان الصادر عن مؤتمر موسكو يقول بالاسترخاء العسكري في المنطقة بعد حل المشكلة.

          رسالتكم في 8 يوليه تتجاهل بالكامل ما اتفقنا عليه وما يتحتم علينا أن نتخذه من إجراءات نؤمن أنها ضرورية لتمكننا من التحرك عسكرياً إذا لزم الأمر بعد الانتخابات الأمريكية ..

          أمريكا تعطي إسرائيل بلا حساب، وتجدد لها سلاح الطيران بالكامل بخلاف الأسلحة المتطورة الأخرى.

          موقفكم بعد الرسالة يوضح أن الحظر الجزئي الذي فرضتموه علينا بالنسبة لأسلحة الردع منذ خمس سنوات امتد في هذه الفترة الحرجة إلى ضرورات أساسية كتبت لك عنها في رسالتي بالتحديد وتجاهلتموها بالكامل.

          من كل هذه الاعتبارات كان قراري بإنهاء مهمة المستشارين كوقفة ننهي بها مرحلة لابد أن تنتهي لكي نبدأ مرحلة جديدة بفهم جديد وتقدير جديد وتحديد لمواقفنا.

          دعني أيها الصديق أن أضرب لك أمثلة مما يدور داخل قواتنا المسلحة وبالتالي بين الشعب، فليست القوات المسلحة إلاّ أبناء منه، وكان يجب على المستشارين أن يبلغوكم بها قبل أن يتفاقم الأمر.

أ. في البحرية مثلاً
          ظل قائد البحرية كوال أربع سنوات يطالب بجهاز جديد لكشف الغواصات لأن الجهاز السوفيتي الذي لدينا مداه نصف كيلو متر فقط، وكان الرد ولا يزال إلى يومنا هذا انه لا يوجد غير هذا في الاتحاد السوفيتي في الوقت الذي يعرف فيه كل ضباط البحرية عندنا أن سفنكم مزودة بجهاز يكشف الغواصات إلى الأفق (Horizon) وهو ما لدى الغرب أيضاً، وليس هذا سراً فنحن لسنا دولة متخلفة، وإنما نحن نقرأ ما عند الشرق والغرب، ونتابع العالم كله، والادهى من ذلك أن سفن أسطولكم تعيش بيننا.

          في أسواق الغرب معروض جهاز الكشف إلى الأفق، وليس سراً ومعروض لها أجهزة لمسافات على الأقل عشرين مرة أكثر مما عندنا وليس سراً أيضاً.

          فماذا يكون تعليق ضباط البحرية ...؟

ب. في الطيران مثلاً
          كل ضباط الطيران ـ وهم خريجو كلياتكم ـ يعلمون أن لديكم طائرة متفوقة مثل (m 500)التي كانت عندنا، ولكن كل شئ عندكم سر ولا يقترب منه أحد.

          طائرات الصواريخ عندنا سرعتها وهي تحمل الصواريخ نصف سرعة طائرة الركاب اليوشن 62 التجارية والبوينج، والصاروخ ينطلق منها بسرعة أقل من سرعة الصوت ويظل معرضاً أكثر من 6 دقائق للأسلحة المضادة، في الوقت الذي تحمل فيه الفانتوم ذات المرتين وربع سرعة الصوت الصاروخ الأمريكي شرايك وينطلق بأسرع من الصوت طبعاً، وقد نبهتكم في حينه عن طريق سفيركم وقبل أن يطلق علينا عشرة صواريخ منه ...

          فلماذا يكون تعليق ضباط الطيران ..؟

ج. في الجيش
أرسلتم لنا مدفع 180مم نظير المدفع 175مم الذي زودت أمريكا إسرائيل به، ولكن المقارنة رهيبة.

          المدفع الأمريكي محمل على دبابة وسريع الحركة ومعه أدوات إدارة النيران لكي يضرب أقصى مدى ... ومدفعكم ثابت يحتاج إلى عشرين فرد لتحريكه وليس معه أدوات إدارة النيران لكي يصل إلى أقصى مدى فلا يكون هجومياً وهو ما يدخل في الحظر.

أمريكا أرسلت أعداد غير محددة من هذا المدفع الهجومي لإسرائيل، كما أُعلن.

وانتم أرسلتم لنا أربعة مدافع فقط على جبهة طولها 160 كم.

ضباطنا يعرفون أن لديكم ما هو أقوى من المدفع الأمريكي ومحمل أيضاً، ولكنه كالعادة سر، ومستشاروكم يقولون ليس لدينا شئ.

فماذا يكون تعليق ضباط المدفعية ..؟

          وفي المشاة يعرف كل ضابط وكل جندي أن أسلحة فتح الثغرات تساوي حياته عند بدء العمليات ومع ذلك فما لدينا منها هو أسلحة الحرب الثانية وكل ضباطنا وهم متعلمون في فرونز يعرفون أن لديكم ولدى الغرب ـ وليس سراً صواريخ تفتح الثغرات، وألححنا سنتين في طلبها إلى اليوم، والرد كما هو، لا يوجد في الاتحاد السوفيتي.

          هذه عينات بسيطة من مئات الأمثلة، أستطيع أن أسوقها لك، يعرفها كل ضابط وجندي في فروع القوات المسلحة وانتقلت إلى الشعب.

فهل هذا أسلوب تعاون الصديق؟

          إن جهازنا الدفاعي ينقصه الكثير من التفاصيل برغم أننا نقول للناس وللعالم بعكس ذلك، وهذا هو ما أريد أن نقف عنده لكي نناقش العقلية التي وراء كل هذا.

          أنكم تعاملوننا وكأننا دولة متخلفة لا نعرف شيئاً في الوقت الذي تلقى فيه ضباطنا العلم في مدارسكم كضباطكم تماماً، علاوة على أننا نتابع العالم شرقه وغربه في كل شئ وهو ليس سراً لأن التسليح مكتوب في كتب متداولة في العالم كله، وعندما يسأل المستشارون السوفييت كانوا يجيبون أما بالصمت أو بأنه ليس لدى الاتحاد السوفييتي.
          ونحن نعلم وغيرنا يعلم أن لدى الاتحاد السوفييتي كل شئ ...

          وأصارحك أيها الصديق أنني استشعر الآن خطورة شديدة على مستقبل علاقاتنا .. أخطر ما فيها أنها ستترك لدى شعبنا مرارة من الاتحاد السوفييتي.

          فلكم الحق كل الحق بعد صدور قراراتي بأن تتخذوا الموقف الذي ترونه مناسباً لمصالحكم، ولكنني لا أعتقد أبداً أن من مصلحتكم أن تتركوا لدى شعبنا مرارة من الاتحاد السوفييتي بعد هذا الشوط الطويل من الصداقة والبناء الذي أتممناه سوياً ..

          إن قرار سحب الطائرات (M 500)بعد ان صدر بيان سوفييتي مصري أثناء زيارة المارشال جريتشكو، بأن الطيارين المصريين استخدموها في نظري هو من أسوأ القرارات التي تصيب شعبنا وقواتنا المسلحة بالمرارة.

          وقرار سحب أجهزة التشويش التي كان يعمل عليها أفراد سوفييت بحجة أنها سراً أو أننا لا نستطيع تشغيلها أو أي حجة أخرى هو أيضاً في نظري من أسوأ القرارات التي تصيب الصداقة السوفييتية المصرية في الصميم.

          إن معني هذه القرارات هو فرض الشروط من جانب الاتحاد السوفييتي ...

          ولقد كسرنا احتكار السلاح في العالم سوياً منذ سنة 1955 ...

          وأمر آخر أخطر ..

          إننا في معركة نواجه عدواً مزوداً بكل شئ ... فماذا يكون استنتاج المواطن العادي ..

          إنني اترك لك تقدير كل ذلك، ولكنني أكون مقصراً في حق صداقتنا إذا لم أذكر لك كل هذا بمثل هذه الصراحة.

أمراً أخيراً أريده أن يكون واضحاً أمامك
          لقد سبق لي أن حددت بتاريخ 31 أكتوبر في رسالتي لك مع المارشال جريستشكو وفي رسالتي لك مع سفيركم في 6 يونيه، وأخطركم أيضاً به رئيس الوزراء في زيارته الأخير لكم.

          لقد كان هدفنا من زيارة رئيس الوزراء لكم هو إصدار بيان مشترك يوفر علينا كل هذا الدرس والتشفي، ولكنكم رفضتم.

          ويهمني أن أقول لكم بكل صدق وصراحة إنني متمسك بهذا الموعد 31 أكتوبر كتاريخ فاصل بيننا ..

          وأرجوك مخلصاً وبأخوة أن تدرك أنني لا أوجه إنذاراً كما يحلو للبعض أن يفسر فنحن لا نوجه لأحد إنذارات، لأننا لا نقبل أن توجه إلينا من أحد إنذارات.

          ولكن هذا التاريخ مبني على عاملين إحداهما سياسي والآخر عسكري ..

          أما العامل السياسي فهو أننا حسب اتفاقنا في آخر لقاء وفي رسائلي لكم سنجد أنفسنا بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية في وضع سنواجه فيه تحركاً أمريكياً وإسرائيلياً يهدف إلى فرض حل لصالح إسرائيل وما لم نكن على أرض صلبة عسكرياً كما اتفقنا فإننا سندخل إلى الحلقة المفرغة مرة أخرى ... مهمة يارنج .. وقرار مجلس الأمن .. وإسرائيل لا تتحرك لتفوقها.

          أما العامل الثاني وهو العسكري، فتستطيع أن تسأل العسكريين عندك ماذا سيكون عليه التفوق الإسرائيلي في نوفمبر وديسمبر القادمين.

          إن إسرائيل ستكون قد استوعبت بالكامل كل التجديد في طيرانها بالإعداد الكبيرة من الفانتوم والسكاى هوك، وستتسع الفجوة بيننا وبأخطر مما هي الآن ...

          وهكذا يتضح لك أيها الصديق أن لهذا التاريخ مدلولاً سياسياً وعسكرياً سبق أن اتفقنا عليه.

وبعد...
          أننا في مصر سنظل عارفين بالجميل لمساعدتكم، وليس أدل على ذلك من أنني عندما ما أعلنت قرارات إنهاء مهمة المستشارين السوفيت حرصت في أحاديثي إلى الشعب العربي في مصر وفي المنطقة كلها على تأكيد دور الاتحاد السوفييتي في مساندتنا.
          ولكن واجب الأمانة يدعوني أن أذكر أن أولوية أولى في هذا التعاون الذي ترغبه هي في تمكيننا من تحرير أراضينا.
إننا نرغب في دعم التعاون بيننا إلى أقصى مدى ...

          وهذا المدى سيحدده المدى الذي يذهب إليه أصدقاؤنا في الاتحاد السوفييتي في مدنا بما يساعدنا على حل مشكلتنا الأولى والأخيرة وهي تحرير الأرض.

          لقد كتبت إليك أطلب تدخلك شخصياً لثقتي الكاملة في مشاعرك وفهمك لقضيتنا وحماسك من أجل حلها.

          إن مشكلة تحرير الأرض هي كل شئ في حياتنا وسلوكنا وعلاقتنا وتصرفاتنا وان أخوف ما أخافه أن لا يقدر البعض هذا الأمر حق تقدير، فتحل المرارة بدلاً من الصداقة.

          وبعد ذلك فإذا كنتم ترون فيما أوضحت ما يساعد على تفهم أكثر لظروفنا، فإن الدكتور عزيز صدقي رئيس الوزراء على استعداد للسفر في زيارة خاصة للاتحاد السوفييتي في الوقت الذي ترونه مناسباً للتمهيد لمقابلتنا سوياً وإجراء بحث مستفيض لكل الأمور حتى تتقدم علاقاتنا في المستقبل على قاعدة صلبة من الثقة والتعاون القائم على الصراحة المتبادلة لتحقيق مصالحنا المشتركة.

          أرجو أن تتقبلوا خالص مودتي وتقديري، مع أطيب تمنياتي لكم شخصياً ولزملائكم القادة السوفييت والشعب السوفييتي الصديق.
القاهرة في 30/8/1972

-----------------


(*) كتاب البحث عن الذات، محمد أنور السادات، 419 ـ 435.